الأمة: لا تكتفي الصين بتكثيف سياسة الاستيعاب القسري تجاه المراهقين الإيغور في إطار جريمتها المستمرة المتمثلة في الإبادة العرقية بشينجيانغ (تركستان الشرقية)، ذات الأغلبية المسلمة بل تواصل، كما كانت تفعل عبر التاريخ، استغلال الأطفال الإيغور في حملات دعائية زائفة لتلميع صورتها.
فقد أعلنت وسائل الإعلام الصينية هذا الأسبوع عن اختيار أكثر من 30 مراهقًا من الإيغور ضمن “نشاطات مخيمات صيفية”، ونقلهم إلى بكين، حيث قاموا بزيارة أماكن مثل ميدان تيانانمن وسور الصين العظيم، وتم الترويج لهذا الحدث على نطاق واسع.
وركزت إحدى التقارير بشكل خاص على فتاة إيغورية تبلغ من العمر 10 سنوات من منطقة “تشيرا” بولاية خوتان، حيث قيل إنها شاركت في مراسم رفع العلم الصيني في ميدان تيانانمن مع طلاب آخرين، وأنها لم تتمالك دموعها لأنها كانت “تحلم بهذه اللحظة منذ سنوات“.
لاحقًا، قامت وسائل الإعلام الصينية بإنتاج تقرير خاص حول هذه الفتاة، مدّعية أن مشهد بكائها خلال المراسم أثار ردود فعل واسعة لدى الصينيين وترك أثرًا عميقًا لديهم.
إلا أن سياسة الصين في الاستيعاب القسري وغسل أدمغة المراهقين الإيغور موثّقة منذ سنوات في تقارير منظمات حقوقية بارزة.
حيث تقوم السلطات الصينية بفصل الأطفال قسرًا عن عائلاتهم، وزجّهم في معسكرات تحمل تسميات مختلفة، تُمارس فيها حملات قمع ممنهجة تشمل منع المعتقدات الدينية، ومحو اللغة والثقافة والتقاليد الإيغورية، وفرض اللغة والثقافة الصينية عليهم.
كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها في ديسمبر 2020، أن الصين فصلت ما يقارب 500 ألف طفل إيغوري عن أسرهم، وأرسلتهم إلى معسكرات تسمى “مخيمات الأطفال” بحجج وذرائع متعددة.
بالإضافة إلى ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تؤكد حجم الانتهاكات والجرائم التي تُرتكب بحق هؤلاء الأطفال الأبرياء.