الصين تستعد للرد على الرسوم الأميركية بفرض قيود على المنتجات الزراعية

بكين تهدد بإجراءات انتقامية ضد الواردات الأميركية
أفادت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية أن بكين تدرس فرض إجراءات مضادة تستهدف المنتجات الزراعية الأميركية، وذلك رداً على الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
رسوم جمركية أميركية جديدة تُشعل التوتر
كان ترمب قد هدد الصين الأسبوع الماضي بفرض رسوم إضافية بنسبة 10%، من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء المقبل، ما يرفع إجمالي الرسوم إلى 20%. واتهم بكين بعدم اتخاذ إجراءات كافية لمنع تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وهو ما وصفته الصين بأنه “ابتزاز”.
المنتجات الزراعية في قلب المواجهة التجارية
وفقاً لمصدر لم يُكشف عن هويته، ذكرت الصحيفة الصينية أن بكين تضع الصادرات الزراعية والغذائية الأميركية ضمن خطتها للرد على التعريفات الأميركية. وقد تشمل التدابير المضادة رسوماً جمركية إضافية وإجراءات غير جمركية تؤثر بشكل مباشر على السوق الأميركي.
تداعيات متوقعة على الأسواق العالمية
تُعد الصين من أكبر الأسواق للمنتجات الزراعية الأميركية، حيث استوردت ما قيمته 29.25 مليار دولار من هذه المنتجات في 2024، بانخفاض 14% عن العام السابق. وقد شهدت العقود الآجلة لفول الصويا وبذور اللفت في الصين ارتفاعاً بنسبة 2.5% بعد نشر تقرير “غلوبال تايمز”، في ظل نقص المعروض.
القطاع الزراعي الأميركي في مأزق
صرّحت الباحثة جينيفيف دونيلون ماي من جمعية أكسفورد العالمية أن فرض رسوم إضافية على فول الصويا، اللحوم، والحبوب الأميركية قد يضر بالمزارعين والمُصدرين الأميركيين. وأشارت إلى أن القطاع الزراعي الأميركي استعد لمواجهة حرب تجارية جديدة استناداً إلى خبراته في فترة رئاسة ترمب الأولى، إلا أن التحديات لا تزال قائمة.
مخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية
يأتي فرض الرسوم الجمركية الإضافية تزامناً مع بدء الاجتماعات السنوية للبرلمان الصيني، وهو حدث سياسي بارز يُتوقع أن تعلن فيه بكين أولوياتها الاقتصادية لعام 2025.
وفي حين تأمل الصين في التوصل إلى هدنة تجارية مع واشنطن، يرى محللون أن فرص التفاهم تتضاءل مع استمرار فرض العقوبات والرسوم المتبادلة.
ترمب يُصعد والصين ترد بقوة
كانت إدارة ترمب قد فرضت في 4 فبراير الماضي رسوماً جمركية على واردات الفنتانيل الصينية، وهو ما ردّت عليه بكين بسرعة بإجراءات انتقامية شملت استهداف شركات أميركية مثل “غوغل” و”كالفن كلاين”، إضافة إلى فرض رسوم جديدة على الفحم والنفط وبعض السيارات الأميركية.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية أنها تأمل في استئناف المفاوضات قريباً، محذّرةً من أن غياب الحوار قد يؤدي إلى مزيد من الانتقام التجاري، في وقت تزداد فيه حدة المواجهة الاقتصادية بين البلدين.