الأمة/ تواصل الصين والدول العربية توسيع التواصل الحضاري، مما حقق التفاهم بين الشعوب على نحو أعمق، وستواصل الصين السير مع الدول العربية على طريق التعاون الجماعي؛ لإقامة منصة أكثر تكاملاً. كانت السنوات الـ20 التي مضت على إنشاء منتدى التعاون الصيني – العربي دافعاً للتطور المزدهر لزيادة ديناميكية تنموية أقوى.يتلاقى توجه الصين للانفتاح غرباً مع توجه الدول العربية للتطور شرقاً، مما شكل تياراً هائلاً للتعاون المتسم بتكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك .
فقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة،الجمعة،تأسيس شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، وهي علامة فارقة جديدة في العلاقات الثنائية ،كما عقد شراكات مماثلة بين باقي الدول المشاركة في المنتدي الاقتصادي العربي.
وجاء هذا الإعلان علي هامش الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي، في بكين.
وقال شي إن البحرين صديقة وشريكة جيدة للصين في منطقة الخليج، مضيفا أنه على الرغم من أن البلدين لديهما ظروف وطنية مختلفة، إلا أنهما دائما يعاملان بعضهما البعض بإخلاص ويتمتعان بعلاقات ودية.
وذكر شي أن هذا العام يوافق الذكرى الـ35 لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والبحرين، معربا عن استعداد الصين للعمل مع البحرين لتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما وتحقيق مزيد من الفوائد للشعبين.
وأوضح أن الصين تدعم بقوة جهود البحرين لحماية سيادتها الوطنية وأمنها واستقرارها، وتدعم مسار التنمية المستقلة للبحرين، فضلا عن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 واستراتيجيتها التنموية المتنوعة.في مجالات الطاقة والاستثمار والنقل والطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي، وتحقيق المزيد من النتائج في التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين تعزيز التبادلات الثقافية والشعبية، وتسهيل تبادلات الأفراد، لمواصلة تعزيز الدعم الشعبي والجماهيري للصداقة بين الصين والبحرين.
وأضاف شي إن الصين مستعدة للعمل مع دول المنطقة، من بينها البحرين، لتطوير علاقاتها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل أكبر، واستضافة القمة الصينية-العربية الثانية بنجاح، وتسريع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية.
ودعا الجانبين أيضا إلى تعزيز التواصل والتنسيق في المنصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية.
وقال حمد إن الصين دولة عظيمة، وإن البحرين تشعر بالامتنان العميق إزاء الدعم الكبير الذي قدمته الصين لبنائها الوطني.
وأضاف أن البحرين تأمل أن تغتنم إقامة هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة فرصةً لمواءمة استراتيجيات التنمية لدى البلدين، وتعزيز التعاون العملي بينهما في مختلف المجالات، وتحقيق التنمية المتنوعة الخاصة بها.
وأشار إلى أن البحرين تلتزم بمبدأ صين واحدة، وتدعم إعادة التوحيد السلمي للصين، وترغب في العمل بشكل وثيق مع الصين من خلال التعاون متعدد الأطراف، لضمان تمتع شعوب جميع البلدان بحقوق متساوية في العيش والتنمية.
وأطلع ملكُ البحرين الرئيسَ الصيني على نتائج القمة الـ33 لجامعة الدول العربية التي عقدت حديثاً، مع التركيز بشكل خاص على موقف الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية والجهود التي بذلتها للدفع من أجل إنهاء مبكر للصراع في غزة.
وأعرب عن تقديره وشكره للصين لدعمها الدائم للعدالة، وقال إنه يتطلع إلى تقديم الصين مساهمات أكبر في هذا الصدد.
وشدد شي على أن الصين والبحرين تتشاركان الموقف نفسه تجاه القضية الفلسطينية.
وشهد زعيما البلدين،التوقيع على عدد من وثائق التعاون الثنائي في مجالات مثل الاستثمار، والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي.
وأصدر الجانبان أيضا بيانا مشتركا بشأن إقامة شراكتهما الاستراتيجية الشاملة.