شهدت العلاقات الأمريكية-الإيرانية تصعيدًا خطيرًا في يونيو 2025، عقب تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت منشآت نووية رئيسية في إيران. وبينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العملية قضت على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كشفت تقارير استخباراتية أمريكية تقييمات مغايرة، مؤكدة أن الأضرار كانت محدودة. يستعرض هذا التقرير الوقائع الدقيقة، التحليلات المتباينة، وردود الفعل الدولية، مع التزام صارم بقواعد الصحافة المهنية والتحقق من المصادر.
بدأت المواجهة في 13 يونيو 2025 بهجمات جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية. وبعد تسعة أيام، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ هجمات موسعة في 22 يونيو، استهدفت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، باستخدام قاذفات B-2 الشبح وصواريخ كروز من طراز توماهوك. ووصف ترامب العملية بأنها “نجاح ساحق”، مشيرًا إلى تدمير شامل للبنية التحتية النووية الإيرانية، خاصة موقع فوردو تحت الأرض.
المنشآت المستهدفة:
فوردو: منشأة تخصيب يورانيوم على عمق 90 مترًا تحت الأرض، وتُعد الأكثر تحصينًا في إيران.
نطنز: مركز رئيسي لأجهزة الطرد المركزي الحديثة.
أصفهان: موقع أبحاث نووية رئيسي ضمن البنية العلمية الإيرانية.
الأسلحة المستخدمة:
12 قنبلة خارقة للتحصينات على فوردو.
30 صاروخ توماهوك موجه على نطنز وأصفهان.
التنسيق مع إسرائيل: كشفت مصادر أمنية عن تنسيق استخباراتي ولوجستي مشترك مع إسرائيل، التي كانت قد بدأت ضرباتها في وقت مبكر.
في 24 يونيو، نشرت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) تقريرًا أوليًا أفاد بأن الضربات لم تدمر البنية التحتية الحيوية للبرنامج النووي الإيراني. وجاءت النقاط الرئيسية كالتالي:
استمرار معظم أجهزة الطرد المركزي بالعمل.
لم يتم تدمير مخزون اليورانيوم المخصب.
الأضرار في منشأة فوردو “محدودة” بسبب الحماية الخرسانية العميقة.
توقع تأخير البرنامج لأشهر فقط، لا تدميره.
ترامب: أصر على أن الضربات “قضت نهائيًا” على القدرات النووية الإيرانية، وهدد بضربات إضافية حال أي رد إيراني.
البيت الأبيض: وصفت المتحدثة كارولين ليفيت التقرير الاستخباراتي بـ”الحملة لتقويض إنجاز الرئيس”.
CIA: مدير الوكالة جون راتكليف صرّح أن البرنامج النووي “تلقى ضربة موجعة”.
FBI: فتح تحقيقًا لتحديد مسرب التقرير الاستخباراتي.
الرد الإيراني: عسكريًا وسياسيًا
هجوم صاروخي مزدوج: أطلقت إيران صواريخ باليستية وفرط صوتية على تل أبيب، واستهدفت قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر.
تصريحات رسمية:
عباس عراقجي: وصف الهجوم الأمريكي بأنه “تجاوز خط أحمر”، نافيًا أي تلوث إشعاعي.
الحرس الثوري: أعلن أن الرد كان “مدروسًا” وأن البرنامج النووي مستمر بلا تراجع.
الخيارات المطروحة:
رفع مستوى التخصيب.
تفعيل حلفاء مثل حزب الله.
الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).
ردود الفعل الإقليمية والدولية
إسرائيل:
بنيامين نتنياهو أشاد بالضربة الأمريكية، مؤكدًا استمرار “العمليات الوقائية” ضد إيران.
الدول العربية:
السعودية ودول خليجية أعربت عن القلق ودعت لضبط النفس.
مجلس الأمن:
عقد اجتماعًا طارئًا بدعوة من روسيا والصين وباكستان لمناقشة التصعيد، وسط دعوات لوقف إطلاق النار.
الدول الغربية:
بريطانيا وفرنسا وألمانيا حذرت من أي رد إيراني قد يفاقم التوتر.
ما وراء الضربات
التناقض في الروايات:
يشير إلى انقسامات داخل المؤسسة الأمريكية قد تؤثر على مصداقية السياسة الخارجية.التداعيات الإقليمية:
التصعيد قد يدفع إيران إلى تسريع تطويرها النووي بطرق سرية، أو عبر تصعيد غير متماثل في المنطقة.آفاق الحل الدبلوماسي:
على الرغم من إعلان ترامب عن “وقف إطلاق نار” في 24 يونيو، إلا أن استمرار العمليات في غزة والردود الإيرانية يعكس هشاشة أي تهدئة.
تشكل الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تطورًا بالغ الخطورة في المشهد الإقليمي والدولي. وبينما تسعى واشنطن لترويج صورة النصر الكامل، تشير التقييمات الاستخباراتية إلى نتائج محدودة. هذا التناقض يسلّط الضوء على هشاشة الاتصالات الرسمية، ويزيد من صعوبة احتواء التصعيد دون تدخل دبلوماسي قوي.
ومع استمرار التهديدات المتبادلة، تبقى الدبلوماسية الجادة والشفافة الخيار الوحيد لتفادي الانزلاق نحو حرب مفتوحة قد تشمل أطرافًا إقليمية ودولية متعددة.