أكاديميون: استخدام الطاقة الجديدة يحمي كوكبنا من مخاطر التغيرات المناخية
الوقود الاحفوري يهدد الوجود البشري..

الأمة: نظمت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع “الصالون الثقافي البيئي ” يوم١٨/فبرابر/٢٠٢٥، ندوة علمية بعنوان:” الطاقة الخضراء من أجل كوكبنا”، وذلك بالتعاون مع كل من: مؤسسة تربيل إم للطاقة الجديدة والمتجددة ، ومعهد هندسة تكنولوجيا الطيران ، على ضوء احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للطاقة النظيفة ،وذلك بمقر المعهد.
استهدفت تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة وهو ضمان حصول الجميع على طاقة مستدامة بأسعار معقولة بحلول 2030،فضلا عن تشجيع البحث العلمي في الجامعات والمؤسسات البحثية على المزيد من الابتكارات والإبداعات المفيدة في مجال الطاقة صديقة البيئة.
وخلال كلمته أكد الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن هذه الندوة تأتى استكمالا لما بدأته الرابطة من ندوات لخدمة هذا الهدف التوعوي ،من خلال وضع حلول ناجعة لمشكلة تغير المناخ والحفاظ على البيئة .
على ضوء أهداف الصالون الثقافي البيئي الذي أنشأته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع مجموعة تربيل إم للطاقة الجديدة والمتجددة والذي يضم خبراء وعلماء يأخذون على عاتقهم قضية التغيرات المناخية وما يواجه البيئة من مخاطر وتحديات.
وأوضح الأمين العام أن قضايا البيئة الآن أصبحت مهمة جدا لاسيما مع وجود مخاطر كثيرة تهدد العالم،مضيفا أن الانسان مأمور باستعمار الأرض واستخدام ماهو متاح دون جور وظلم لها ..فكما استخلفه الله في الأرض فسوف يحاسبه على هذا التكليف .
ولفت إلى أنه في كل دول العالم المتقدم لا يمكن أن تجد من يعبث في البيئة وتشويهها ،، ويعود ذلك للقوانين الرادعة وللقيم المتأصلة في المجتمع وللوازع الأخلاقي الداخلي.
كما أوضح سيادته أن الشريعة والأخلاقيات دعت إلى عدم الإسراف في ثروات الأرض حتى مع وفرة الموارد،مضيفا بأن الإنسان قد جار على البيئة خاصة مع تطور الصناعة.. مما تسبب في انبعاث غازات ضارة بها .
ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالطاقة النظيفة لما لها من فوائد كثيرة منها:
– الحد من انبعاثات الكربون: فالطاقة النظيفة لا تنتج ثاني أكسيد الكربون، مما يساعد في الحد من تغير المناخ.
– تحسين جودة الهواء: فالطاقة النظيفة لا تنتج الملوثات التي تؤثر على جودة الهواء، مما يساعد في تحسين صحة الإنسان.
– توفير الطاقة: فالطاقة النظيفة يمكن أن توفر الطاقة بشكل فعال، مما يساعد في تقليل استهلاك الطاقة.
– تحفيز التنمية الاقتصادية: فالطاقة النظيفة يمكن أن تحفز التنمية الاقتصادية من خلال خلق فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة النظيفة.
و أكد الأستاذ الدكتور علوي الخولي عميد معهد هندسة تكنولوجيا الطيران على أهمية الندوة للباحثين والطلاب الدارسين لاسيما مع إمكانية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .
ودعا الطلاب للاستفادة من الأفكار المطروحة في هذه الندوة ..موضحا ضرورة أن يستفيد الطلاب بالتدريبات العملية التي تتيحها المؤسسات المعنية بالطاقة المتجددة والبيئة.
و أكدت الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ الأمين العام المساعد لرابطة الجامعات الإسلامية أنه كما أن القدرات العسكرية هي صلب الأمن القومي فإن الأمن المائي والغذائي والأمن البيئي يعد أحد أساسيات الأمن القومي للدول .
مضيفة بأن كوكبنا مهدد بشكل كبير جراء التلوث البيئي وأن هناك حركة دولية للحفاظ على الكوكب من هذه التهديدات الحقيقية التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة ،وإذابة الجليد ،ورفع منسوب البحار وإغراق الدلتا ، فضلا عن مخاطر أخرى صحية سببها تلوث الهواء .
وبينت أن مصر قد دخلت في الحراك الدولي للحفاظ على البيئة ويبدو ذلك جليا عندما استضافت مصر Cop 27 فضلا عن مشاركتها في العديد من القمم الدولية التي تشرف عليها وتنظمها الأمم المتحدة .
وأضافت د.نورهان الشيخ بأن نسبة الطاقة المتجددة في مصر تصل إلى 20% وهو معدل لا بأس به ،لاسيما وأنها تستهدف الوصول إلى نسبة 45% خلال خمس سنوات مقبلة ،موضحة أن محطة الضبعة لها دور كبير في مساعدة مصر في تصدير الطاقة الكهربائية .
ودعت في ختام كلماتها الشباب إلى أهمية الحفاظ على البيئة والسعي للوصول لاختراعات تسهم في التقليل من الانبعاثات الضارة بالبيئة.
وأكد المهندس حاتم الرومي رئيس مجموعة تربيل إم للطاقة المتجددة على أهمية هذه الندوة التي أسهم في تنظيمها الصالون الثقافي البيئي، الذي خرج للنور بالتعاون بين المؤسسة و رابطة الجامعات الإسلامية .
كما أكد المهندس حاتم الرومي على ضرورة اختيار الطاقة المناسبة للبيئة المحيطة بنا..
مضيفا بأن الهدف الأساسي لإحداث تطور بيئي ينبع من إحداث تغيير في المجتمع يبدأ من الطلاب من خلال المنظومة التعليمية .بحيث يتخرج الطالب وهو مؤهل علميا ويحصل على تدريب يؤهله للنجاح عمليا.
لافتا إلى أهمية أن تفتح الشركات الكبرى المجال للشركات الصغيرة من خلال حاضنات أعمال بحيث يستطيع الطالب حديث التخرج عمل شركة صغيرة تهتم بالمجال البيئي تساعده وتوفر له ولغيره فرصة عمل.
وأضاف المهندس حاتم الرومي بأن مصر وقعت على العديد من الاتفاقيات الدولية التي حصلت بموجبها على ٤جيجا سولار إنرجي وأنها من أهم الدول التي تورد كفاءات فنية للخارج ،
لافتا إلى ضرورة أن تتوافر لدى مصر قاعدة عريضة من الشركات الصغيرة للاستفادة من كادر الشباب المتخرجين ،كما أشار إلى ضرورة استغلال كل العناصر البيئية لخدمة واستخراج الطاقة، فمثلا استغلال المخلفات الحيوانية في توليد طاقة الـ بايو جاز .
مشيرا إلى أنه بتفعيل الطاقة المتجددة يمكن تحويل الصحاري إلى جنة خضراء وهذا ليس كلاما مرسلا بل هو كلام عملي منفذ على أرض الواقع .
وفي ختام كلمته طالب المهندس حاتم الطلاب بضرورة أن يركزوا في مشروعات تخرجهم على موضوعات تخدم البيئة ،والدمج بين دراسة الهندسة والمشكلات البيئية .
وأوضح مدى استعداد مؤسسة تربيل إم لدعم العديد من الطلاب وتدريبهم لمواجهة سوق العمل والحصول على خبرات عملية تفيدهم مستقبلا.
فيما ركز الأستاذ الدكتور محمد سليم عضو مجلس إدارة المجلس العربي للطاقة المستدامة في كلمته على ضرورة نشر الوعي بالطاقات المستهدفة ، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتخفيض تكاليف الاستيراد
فضلا عن الاهتمام بالدور المجتمعي في الاستفادة من الطاقات المستدامة مع أهمية الربط العالمي والتحديات العالمية لتأمين الوصول إلى الطاقة المتجددة، وكذلك ضرورة تحرير الأسواق المحلية للطاقة مع تعزيز الدور الإقليمي لأنشطتها.
في حين قال المستشار أمير مطاوع رئيس محكمة استئناف القاهرة-دكتوراه في التغيرات المناخية: إن الأمم المتحدة لم تتصد لأية مشكلة عالمية مثل اهتمامها بالبيئة والحث على استخدام الطاقة النظيفة.
وأوضح أن القوانين والتشريعات استهدفت الحد من الوقود الأحفوري “غاز ،فحم، بترول”، وليس المنع.
مشيرا إلى أن الآيات القرآنية تحدثت عن أهمية الحفاظ على البيئة.
فمثلا الآية القرآنية تقول:” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” هنا القرآن تحدث عن ظهور الفساد على يد الإنسان.. وليس الأفعال المادية، لاسيما وأن الأفعال المادية كثيرة ومتعددة.
وفي ختام الندوة تم فتح باب المناقشات والمداخلات والأسئلة من الطلاب إلى اعضاء المنصة الكريمة ؛لتعميم الاستفادة من الندوة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.