أكدت الخبيرة الإماراتية في الشئون الإفريقية الدكتورة أمينة العريمي أن ختيار رئيس الوزراء السوداني كامل أدريس جاءعقب تحرير العاصمة الخرطوم وضواحيها بأربعة أشهر وإعلان خلوها تماماً من مليشيا الدعم السريع المتعددة الجنسيات وهذا في حد ذاته له دلالة لمن يعي قواعد اللعبة الإستخباراتية والأمنية بعد كشف أوراقها في ميدان المعركة.
ومضت في تغريدة لها علي منصة “إكس ” قد ألقت معركة الخرطوم بتطوراتها المتسارعة ضوءاً على معترك سياسي أمني إستخباراتي أمام المؤسسة العسكرية السودانية أكدت كافة الوقائع إنها اجتازته وبثبات، وهذا في حد ذاته يبدو كافياً لإقناع كافة المكونات الشعبية السودانية حتى تلك المتضادة مع الدولة السودانية بإن مؤسسات الدولة الوطنية وحدها دون سواها القادرة على فرض الواقع وتغييره،
وشددت علي قدرة الدولة السودانية على إلجام المحيط الإقليمي والدولي الذي بات على قناعة تامة بإن المؤسسة العسكرية السودانية ورديفها من الحراك الشعبي المسلح ماضٍ في طريقه لاستئصال المليشيا واسترداد كافة ولايات البلاد الثامنة عشر ، ورسالة الخرطوم في هذا الصدد جاءت واضحة
ومن ثم فاختيار “كامل إدريس” رئيساً لوزراء السودان جاء كخطوة سودانية موفقة ستساهم في تحديد ملامح المرحلة القادمة، وسترسم خطوطاً للحراك الإقليمي والدولي لسودان المستقبل،
وتطلعت العريمي للقاء يجمّع رئيس الوزراء السوداني “كامل إدريس” مع الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي برفقة وزراء خارجية دول الخليج العربي ، دعماً لحملة الاستشفاء الوطني الشامل التي أعلنت عنها القيادة السودانية مؤخراً والتي ستساهم في تطوير أليات الأمن القومي السوداني،
وستسهم هذه الخطوة في ذات الوقت في تعزيزالدور الخليجي في تطوير آليات الأمن والسلم الإفريقي وهذا بحد ذاته سيدعم التقارب الأفريقي الخليجي في العديد من الملفات الإقليمية والدولية التي ما زالت تنظر إليها بعض القيادات الإفريقية بالكثير من الريبة..
ومن المهم الإشارة بحسب العريمي أن توقيت إختيار “كامل إدريس” رئيساً للوزراء في جمهورية السودان له دلالات في الحسابات الاستراتيجية والأمنية لا تعيها إلا تلك الأنظمة التي تحتكم لمؤسسات تجاوزت قداسة الأشخاص إلى قداسة الوطن