العريمي :4كوارث لحقت بمليشيا حميدتي وفقا لخطابه الأخير

علقت الدكتورة أمينة العريمي الخبيرة الإماراتية في الشئون الإفريقية علي الخطاب الذي القاه قائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي “.
وقالت العريمي :خرج إلينا قائد مليشيا الدعم السريع “حميدتي” بإطلالة تؤكد تفاقم حالة الإفلاس العملياتي والسياسي والعسكري والأخلاقي المحيطة بمليشيا الدعم_السريع ،
وتابعت قائلة في تغريدة لها علي “تليجرام ” فحميدتي الذي من المفترض أنه يستعد خلال أسبوعين لحفل إطلاق حكومته المزعومة، والطبيعي أن نرى انتشاء معبراً يكسو وجه حميدتي انعكاسا لذلك الحدث العظيم كما يزعم أنصار قائد المليشيا وداعميه،
ولكن حميدتي والكلام مازال للعريمي أطل علينا حميدتي بهيئة متجهمة، وملامح مضطربة، وإنزعاج نفسي أكده ما تفوه به قائد المليشيا وهو يلقي على مسامعنا ذلك الخطاب البائس الأشبه بخطاب “أوجوكو” زعيم المتمردين النيجيريين عام ١٩٧٠ والذي إنتهى بإنتصار الجيش النيجيري على المتمردين، وخروج “أوجوكو” وأنصاره من نيجيريا إلى غير رجعة،
حيث استخدم -وفقا لتغريدة العريمي -حميدتي ذات الكلمات والعبارات البعيدة كل البعد عن أخلاقيات القائد وفنون إدارة القيادة السياسية التي يفتقر إلى تعريفها قائد المليشيا ناهيك عن تطبيقها.
وأردفت :خطاب قائد مليشيا الدعم السريع الأخير لم يكن موفقاً، وأرى بأن لو كان حميدتي أوقف الجدال الإعلامي المتصاعد حوّل اختفائه عن ميادين القتال، وعدم لقاءه بمناصريه،

واستدركت العريمي قائلة :أو حتى لو كان حضر شخصياً على الأقل اجتماعات إطلاق الميثاق التأسيسي في نيروبي لكان وقع خطابه اليوم أفضل في نفوس أنصاره وداعميه، رغم اضطرابه وافتقاره للحكمة.
وتساءل هل يعلم حميدتي وأنصاره بأن الدولة الوطنية في إفريقيا ومنذ حقبة ستينات القرن الماضي أفشلت مشاريع الأقاليم الانفصالية رغم ضعف أدواتها السياسية، وقطعت الطريق أمام قيام حكومات موازية تسعى لإجهاض الدولة الوطنية،
ودللت علي ذلك بأن بعض الأطراف الدولية مثل “الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وإسرائيل، البرتغال” مولت مشروع طبع عملة محلية للحكومة الموازية التي أعلنتها “إنوغو” في نيجيريا ، وأقنعت العديد من الدول الإفريقية بالاعتراف بتلك الحكومة وأبدت تلك الدول الموافقة وتحولت أراضيها إلى قواعد إمداد لوجستية للحكومة الموازية،
بل وتكرر هذا المشهد وفقا للخبيرة في الشئون الإفريقية في عدد من الدول الأفريقية ولم ينجح في أي واحداً منها، بسبب نجاح المؤسسة العسكرية في تلك الدول في كسب المكون الوطني وحجم الالتفاف الشعبي في التصدي لمواجهة كافة التحديات المقوضة لسيادة الدولة الوطنية،
ومضت للقول :هذا ما يتكرر اليوم في السودان، والفرق بينهما أن الأطراف الدولية اليوم باتت أكثر حذراً وأقرب توجهاً رافضاً لحكومات موازية في القطر الوطني الواحد.
وعادت العريمي للقول :قرب إطلاق حكومة مليشيا الدعم السريع المزعومة لبرامجها ومجلسها وعبثها لن يسفر عن شيء، لأنها حكومة وجدت لإرباك المشهد السياسي السوداني ليس إلا،
ورجحت اندثار هذه الحكومة كما اندثرت حكومات موازية قبلها تمتلك من المقومات والموارد والدعم الخارجي ما يفوق ما حصلت عليه مليشيا الدعم السريع منذ تاريخ نشأتها حتى اليوم،
ومن ثم كما تشير العريمي فمحاولات المليشيا اليائسة لفرض واقع جديد في المشهد السياسي السوداني ما زالت متواصلة، ولا يدفعها لذلك إيماناً بقضية، أو تأصيلاً لمبدأ، أو حتى دفاعاً عن حرمة وطن تفتقر لأبجدياته،
وخلصت للقول في النهاية : هذه ركائز لا يكتسبها المرء اكتسابا بل تتوالد في وجدانه تدريجياً، ليكون المحك الحقيقي لصدقها وثباتها هو ذاته الفيصل الذي يحدد حجم التضحية في سبيلها، وهذا بحد ذاته كافياً لإفشال كل مساعي المليشيا وأنصارها.