
اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية مباشرة” ضد الفلسطينيين في غزة من خلال التهجير القسري لمعظم السكان وخلق كارثة إنسانية عمدًا.
وفي تقريرها السنوي، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بالتصرف “بنية محددة لتدمير الفلسطينيين في غزة، وبالتالي ارتكاب إبادة جماعية”.
ورفضت إسرائيل اتهامات “الإبادة الجماعية” من منظمة العفو الدولية وجماعات حقوقية أخرى وبعض الدول في حربها على غزة.
اندلع الصراع بعد هجمات حركة حماس الفلسطينية المسلحة المميتة في 7 أكتوبر 2023 داخل إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل 1218 شخصًا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقًا لإحصاء وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما اختطف المسلحون 251 شخصًا، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
ردت إسرائيل بشن قصف متواصل على قطاع غزة وعملية برية أسفرت، وفقًا لوزارة الصحة في الأراضي التي تديرها حماس، عن مقتل 52243 شخصًا على الأقل.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد في مقدمة التقرير: “منذ 7 أكتوبر 2023، عندما ارتكبت حماس جرائم مروعة ضد المواطنين الإسرائيليين وغيرهم وأسرت أكثر من 250 رهينة، أصبح العالم جمهورًا لإبادة جماعية يتم بثها مباشرة”.
وأضافت:”راقبت الدول وكأنها عاجزة، بينما قتلت إسرائيل الآلاف والآلاف من الفلسطينيين، وأبادت عائلات بأكملها متعددة الأجيال، ودمرت المنازل وسبل العيش والمستشفيات والمدارس”.
وقالت وكالة الدفاع المدني في غزة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية على خيام النازحين بالقرب من منطقة الإقليم في جنوب غزة.
وحذرت الوكالة في وقت سابق من أن نقص الوقود يعني أنها اضطرت إلى تعليق ثماني سيارات طوارئ من أصل 12 سيارة في جنوب غزة، بما في ذلك سيارات الإسعاف.
قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن نقص الوقود “يهدد حياة مئات الآلاف من المواطنين والنازحين في مراكز الإيواء”.
وذكر تقرير المنظمة أن الحملة الإسرائيلية تركت معظم فلسطينيي غزة “نازحين، بلا مأوى، جائعين، معرضين لخطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم، وغير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية أو الكهرباء أو المياه النظيفة”.
وأضافت المنظمة أنها وثّقت طوال عام 2024 “جرائم حرب متعددة ارتكبتها إسرائيل، بما في ذلك هجمات مباشرة على المدنيين والأهداف المدنية، وهجمات عشوائية وغير متناسبة”.
وقالت إن أفعال إسرائيل شردت قسراً 1.9 مليون فلسطيني، أي حوالي 90% من سكان غزة، و”دبّرت عمداً كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
حتى مع خروج المتظاهرين إلى الشوارع في العواصم الغربية، “فشلت حكومات العالم، فرديًا ومتعدد الأطراف، مرارًا وتكرارًا في اتخاذ إجراءات جادة لإنهاء الفظائع، وكانت بطيئة حتى في الدعوة إلى وقف إطلاق النار”.
في غضون ذلك، دقت منظمة العفو الدولية ناقوس الخطر بشأن الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية، وكررت اتهامًا بأن إسرائيل تستخدم نظام “فصل عنصري”.
وقالت: “أصبح نظام الفصل العنصري الإسرائيلي عنيفًا بشكل متزايد في الضفة الغربية المحتلة، وتميز بزيادة حادة في عمليات القتل غير القانونية والهجمات المدعومة من الدولة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على المدنيين الفلسطينيين”.
ونددت هبة مرايف، مديرة منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، “بمستويات المعاناة الشديدة التي أُجبر الفلسطينيون في غزة على تحملها يوميًا على مدار العام الماضي” وكذلك “العجز التام للعالم أو افتقاره إلى الإرادة السياسية لوضع حد لها.