سير وشخصيات

العلّامة “عبد العزيز الطريفي”.. ثائرُ الجزيرةِ الذي حُرِمَت منه الأُمّة

– رغم أنه لم يكمل (49 عاما)، منهم 9 سنوات في معتقلات آل سعود؛ لكنه من أعلم أهل الجزيرة، وأكثرهم دفاعا عن الحرية، ومناصرة المظلومين، فلم يدخل في دائرة نفاق السلاطين كدَيْدَن شيوخ بلاد العرب، ولم يهادن على حساب دينه ويـقـدّس أمراء آل سعود كما يفعل شيوخ المملكة السعودية.

(عبد العزيز بن مرزوق الطَريفي)

وُلدَ بدولة الكويت في 29 نوفمبر 1976م، وعاش جزءا من طفولته في العراق، ثم “مصر” التي قضى فيها طفولته كلها، وحياته الأولى، ولذا فهو يتحدث اللهجة المصرية بطلاقة.

وكانت نشأته في مصر سببًا رئيسًا في (ثوريّته) وبُعده عن الانغلاق الفكري، وميله نسبيا للفِكر السياسي الثائر للإخوان والجماعات الجهادية، مهما حاول أن يُظهر عكس ذلك لأسباب سياسية.

– في 23 أبريل 2016م، اختفى الطريفي، عقب نشره تغريدة في وقت زيارة الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما للسعودية، قال فيها: “يظن بعض الحكام بأنّ تنازله عن بعض دينه إرضاءً للكفار سيوقف ضغوطهم، وكلما زاد درجة دفعوه أخرى، الثبات واحد والضغط واحد، فغايتهم: (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..)

– اختفى الطريفي، يوم 23 أبريل 2016م، ولا يُعرَف عنه أي شيء للآن، فالسلطات السعودية ما زالت تكذب، وتنفي معرفتها بمكانه!!

– كان الشيخ الطريفى (حالة) نادرة على “أرض الحجاز” في العصر الحديث، وكانت حروبه على جميع الجبهات، ضد المداخلة، والشيعة، والعلمانيين والحُكّام، وأمراء الفساد،

ونجحَ في تسخير وسائل التواصل الحديثة لخدمة العقيدة..

– كان الطريفي يقرأ في دروسه كُتُب الحديث والفِقه، كاملة، ويتناقش فيها مع الحاضرين، ويسألهم، ولذا كانت دروسه مثل محاضرات الجامعة، وكان يحضرها الآلاف من كل حدبٍ وصَوب، وهو ما أزعج وأخاف السلطات السعودية.

– نظرًا لتمكّنه العِلمي وقوة حُجّته؛ كانت فِـرَق الضلال تخشاه، و(يتهرّب) الروافض، والصابئة، والقبوريون، والعلمانيون، وكل مدارس الـبِـدَع من مناظرته.

مِن مؤلفاته:

للطريفي مجموعة من الكتب المطبوعة، وغير المطبوعة منها:

1- التحجيل في تخريج مالم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل (كتاب نفيس جمع فيه الأحاديث المرفوعة، والآثار والموقوفة على الأصحاب التي أوردها الشيخ الفقيه ابن ضويان في كتابه (منار السبيل)، التي لم يخرجها المحدّث محمد ناصر الدين الألباني، في كتابه (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل).

2- الحرية بين الفِكر والكُفر (لم يؤذن بنشره حتى الآن).

3- الاختلاط تحرير وتقرير وتعقيب (كان هذا الكتاب الأكثر مبيعاً في معرض الرياض الدولي للكتاب 2010م)

4- العقلية الليبرالية في رصف العقل ووصف النقل.

5- شرح حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي.

6- الإعـلام بشرح نواقض الإسلام.

7- توحيد الكلمة على كلمة التوحيد (رسالة صغيرة).

8- العلماء والميثاق.

9- الغناء في الميزان.

10- المعتزلة في القديم والحديث.

11- التقرير في أسانيد التفسير.

12- صفة صلاة النبي.

13- الأربعون النووية المسندة والتعليق على المعلول منها.

14- اضطراب الزمان.

15- المسائل المهمة في الأذان والإقامة.

– حفظَ الطريفي المتون العلمية، ومئات الأبيات الشعرية، قبل أن يكمل 13 عاما، ثم القراءة الكثيفة لعشرات المجلدات في سن الـ15 عاما، كـ «تفسير ابن كثير» و «زاد المعاد» و «سيرة ابن هشام» و «فتاوى ابن تيمية»

– وعمره 16 عاما، قام بتلخيص «تفسير ابن كثير» كاملاً، و«زاد المعاد» لابن القيّم وأجزاء من «المغني» لابن قدامة، وأجزاء من «مجموع الفتاوى» لابن تيمية..

وهو في ال18 عاما، بدأ في  حفظ وتلخيص صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داوود، ومسائل شرح الزركشي على مختصر الخِرَقِي ويقع في سبع مجلدات في مذهب أحمد.

– أنهى دراسته الجامعية في كلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض، ودرس دراسة شرعية حُرة خارج الإطار الأكاديمي، لأسباب يطول شرحها، عن الدراسات العليا، والعمر الضائع في الحصول على حرف الدال، ولذا فعقلية الطريفي كانت أكبر من ذلك، وتمرّد على هذا القالب، وقفز من خندق الدراسات العليا، ليقرأ ما يريد، ويقول ما يريد، من دون قيود أكاديمية تضيع الوقت، والجهد، والعِلم أحيانا،

– بسبب حُبّه الشديد لابن تيمية؛ كانت كراهية الجماعات الصوفية للطريفي، فالصوفيون (يتقبّلون) فرعون وهامان وحمّالة الحطب، وكل طغاة التاريخ البشري، ولا يتنازلون (طَرفة عين) عن بُغضهم لابن تيمية، وما زال بعضهم يشمت في اختفاء العريفي، ويسخر من ذلك.

من أشهر أقواله:

1- إذا رأيت متكبّرًا فاعلم أنه قليل الصلاة، أو عديمها،

لا يجتمع كِبرٌ مع كثرة سجود…

(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ).. صح عن مجاهد قال: هو التواضع.

2- الابتلاءُ بابٌ لا بُدَّ أن يدخله كل صادق.

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ….}

3- وتظلّ مَقُولة الشيخ عبد العزيز الطريفي الشهيرة الخالدة ترنّ في مسامع الزمان:

(لا أعلمُ أحدًا في التاريخ نفع اللهُ به الأمة بالحق، إلا وقد نزل به ابتلاء، قَلّ أو كثر، .. الابتلاءُ بابٌ لا بُـدَّ أن يدخله كل صادق)

…………….

يسري الخطيب

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم- مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى