برازيلي لا يعرف الإسلام، يعيش في قرية لا يسمع فيها أذانًا ولا يرى فيها مسلمًا واحدًا. كان اسمه لوكاس كارڤالو، اتصل يومًا بمسجد في ساو باولو، قضى ساعتين ونصف يسأل الإمام عن الدين: كيف يتوضأ، كيف يقرأ الفاتحة والإخلاص، وكيف يصلّي.
ثم سافر ثلاثة آلاف كيلومتر لينطق الشهادة ويتعلم الصلاة في يوم واحد، وعاد إلى بلدته ليكون المسلم الوحيد فيها. وبعد ستة أشهر اتصل يبكي لأنه أخّر صلاة العصر لأول مرة في حياته.
في المقابل، لدينا في مصر وزير أوقاف رسمي بدرجة “ولي من أولياء الله”، يتفنن في استعراض مسبحته أمام الكاميرات في صلاة الجمعة. يطرقع حباتها في وسط الخطبة كما لو كان في جلسة طرب شعبي، فيحرج الشيخ الجالس بجواره الذي يكتم غيظه، ويثير دموع المصلين لا خشوعًا، بل حزناً علي الإسلام.
الحديث الشريف يقول: “مَن مسّ الحصى فقد لغا، ومَن لغا فلا جمعة له” (رواه مسلم). لكن طبعًا هذا الحديث يُطبَّق فقط على الفقراء والبسطاء.
أما الوزير فله أحاديثه الخاصة وكراماته المعلبة: رادد المطلقات، قاضي الحاجات، ساكن الشاليهات، وراكب السيارات الفارهات!
المفارقة صارخة: برازيلي يتعلم الإسلام في يوم واحد فيحمله بصدق حتى البكاء، ووزير أوقاف يتعلمه عمرًا كاملاً ثم يحوله إلى عرض بائس من الطرقعة والرياء.
الأول يذكّرك أن الدين يمكن أن يولد في القلوب مهما ابتعدت، والثاني يذكّرك أن السلطة قادرة أن تحوله إلى سلعة رديئة بلا طعم ولا روح.
باختصار: عندنا إسلام لوكاس الذي يخشى ضياع ركعة… وعندنا إسلام الوزير أبو سبحة الذي يخشى ضياع اللقطة!