الأمة الثقافية

الغباء الفكري والغباء الأخلاقي

“الغباء ليس غباءاً فكرياً وإنما أخلاقياً لذلك من الممكن أن تجد شخصا ذكياً ولكن غبي الفعل.

كذلك يمكن أيضا أن تجد شخصا بطيء التفكير ولكنه يتسم بالحكمة والأخلاق.

وعلى غرار ذلك يمكننا الفصل بين الذكاء و الحكمة، ولذلك الغباء لا يعني ضعفا في القدرات العقلية أو الذكاء. وإنما فشل أخلاقي، قبل أن يكون عجزاً فكرياً، بل تخلي الإنسان عن شجاعة استخدام عقله سواءً بوعي منه أو بدون وعي بيترك مسؤوليته للآخرين لكي يفكروا بالنيابة عنه.

الإنسان لا يولد غبيا ولكن يصبح كذلك. عندما يصبح عبداً لما يقوله الآخرون وهذه الحال لا تقتصر على الفرد وإنما على الجموع أيضا.

فعلى سبيل المثال: يمكننا أن نجد ذلك في المجتمعات التي لا تسمح بالتفكير المستقل وفي تلك الحالة يتوقف الأفراد عن اتخاذ القرارات بأنفسهم ويكتفون بتكرار الروايات السائدة من دون اعتراض سواء كانت خاطئة أو ظالمة، ومن هناك يصبح الغباء أداة للاستبداد وغطاء اللأوهام والأكاذيب ويصبح خطرا لا يقل أهمية عن القوة الأخرى التي تهدد الحرية و الحقيقة. “

الكاتب والروائي الروسي “ديستويفسكي”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى