الفرق بين العدل والمساواة
من المهم التفريق بين معنى “العدل” ومعنى “المساواة” فلا يصح الخلط بينهما،،
العدل أشمل من المساواة،
فالمساواة تكون أحيانا بهدف العدل، وذلك بين الأشياء المتماثلة،
أمّا بين الأشياء المختلفة فلا يصلح لها إلّا العدل.
العدل هو وضع الأمور في مواضعها، أو إعطاء كلّ ذي حقّ حقه،
أمّا المساواة فهي التوزيع لشيء ما أو لحقّ ما بالتساوي.
كذلك لو وصف الطبيب دواءً واحداً لجميع مرضاه، وأعطى نفس نوعية الدواء وبمقدار متساو لكلّ المرضى، فهذه المساواة بين المرضى هي ظلم قطعاً بالنسبة لبعض المرضى.
كما أنّ في خلق المخلوقات على نسق واحد وبشكل متساو في بعض الصور ظلم، فلو تساوى قلب الحوت الذي يزن طناً مع قلب عصفور، فهل هو عدل؟،
أو تساوت جذور نبتة صغيرة مع جذور شجرة ضخمة، فهل هذا عدل؟
فخلق هذه الأمور بشكل متساوٍ هو عين الظلم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
والأمثلة على ذلك كثيرة. والنتيجة أنّ المساواة في بعض صورها قد تكون ظلماً.. فهناك فرق واضح بين المساواة والعدل.
يُعرّف معجم المعاني الجامع العدل بالإنصاف وتجنّب الظلم والجور، فهو مشتق من فعل عَدَلَ، عَدْلاً وَعُدُولاً وعَدَالَة، ومَعْدِلَة، فهو عادِل، والمفعول معدول. ويُبيّن المعجم أنّ العدل أيضاً هو إعطاء كلّ ذي حقّ حقَّه. ويعني عدَل الشّيءَ بالشّيءِ إذا سوّاه به، وعدَل إلى الشَّيء: أقبل إليه بعد أن أعرض عنه، وعَدَلَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ: سَاوَى بَيْنَهُمَا. ويُفيد عَدُلَ بالضم المعنى ذاته فيقال: عدُل القاضي: إذا كان مُنصفاً، مُتجنِّباً للظُّلم والجور، مرضيَّ الحُكْم. والعدل في الحُكم هو أن يُثاب المرء على الحسنة بالحسنة، وعلى السيئة بالسيئة، وهو التسوية بين الشيئين أيضاً، كما ويُعرَّف العدل بأنه القصد في الأمور واستقامتها في النفوس.
المُساواة مصدر مُشتق من الفعل ساوَى، يساوِي، مُساواةً فهو مُساوٍ، والمفعول مُساوَى. وساوى بينهما: سوّى؛ جعلهما متعادلَيْن ومتماثلين، وساوَى صاحِبَهُ : ماثَلَهُ، عادَلَهُ، وسَاواهُ بِهِ: رَفَعَهُ حَتَّى بَلَغَ بِهِ مَبْلَغَهُ، وسَاوَى بَيْنَ النَّاسِ: عادَلَ بَيْنَهُمْ، وسَاوَى عَمَلَهُ: ضَبَطَهُ، رَتَّبَهُ.
الخلاصة:
الصورة التي أمامنا لخّصت الموضوع كله
——-
مصادر