شهدت مدن إيرانية عدّة يوم الأربعاء 14 مايو 2025 سلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي تعكس عمق الأزمة الاقتصادية والانهيار في البنية التحتية، وسط تجاهل تام من النظام الإيراني. وتنوّعت هذه التحركات بين مطالب معيشية، ومطالب مهنية، ومطالب حقوقية تتعلق بالسكن والتقاعد والخبز والطاقة.
وشهدت منطقة قزوين – احتجاج المشاركين في مشروع الإسكان الوطني حيث تجمّع عدد من المشاركين في مشروع ‘الإسكان الوطني’ في قزوين، شمال غرب إيران، رافعين شعارات ضد تدهور الأوضاع المعيشية، أبرزها: «نحن تحت خط الفقر وسنقاوم».
وفي آبادان نظم متقاعدو صناعة البتروكيمياويات وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة وتحسين أوضاعهم المعيشية المتدهورة.
. ولم تختلف الأوضاع في كاشان اعترض سائقو الشاحنات في كاشان على سوء توزيع وقود الديزل، مؤكدين أن النقص المتواصل يسبب لهم خسائر اقتصادية فادحة ويعطّل حياتهم اليومية
.
في شوارع بجنورد نظّم الخبازون في بجنورد (خراسان الشمالية) وقفة أمام مبنى المحافظة، احتجاجًا على غلاء أسعار المواد الأولية، وتجميد مستحقاتهم، وفرض تسعيرة غير منصفة من قبل الحكومة .
واشتكي الخبازون في رفسنجان جنوب شرق البلاد، احتجّ أصحاب المخابز على الضغوط المعيشية المتزايدة، وخصوصًا انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تهدد بإفلاسهم.
وتكررت غضبة الخبازين في يَزد يطالبون بالحماية من الإفلاس تجمّع العشرات من الخبازين أمام مبنى المحافظة في يَزد، مطالبين بتسعيرة واقعية للخبز وتوفير الدعم اللازم. وأكدوا أن الأسعار الحكومية لا تتناسب مع الارتفاع الجنوني في أسعار الخميرة، والملح، والتأمين، وغيرها من النفقات.
وفي العاصمة طهران نظم ضحايا مشروع “مسكن حكيمبعد مرور 15 عامًا على انطلاقه، وقفة اجتجاجية أمام موقع المشروع، مطالبين بحقوقهم السكنية. وأشاروا إلى الفوضى وسوء الإدارة والوعود الفارغة من المسؤولين.
إيران تسير نحو الهاوية
تشير سلسلة الاحتجاجات المتزامنة في هذا اليوم إلى انهيار شامل تعيشه إيران تحت حكم ولاية الفقيه. من الخبز إلى الوقود، ومن المسكن إلى الماء والكهرباء، يتحوّل كل عنصر من عناصر الحياة إلى أزمة تهدّد المواطن يوميًا.
يأتي هذا في وقت أنفقت فيه السلطات الإيرانية، خلال العقود الثلاثة الماضية، حوالي تريليوني دولار على البرنامج النووي، في حين تقلّصت الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز بشكل كبير، حيث أصبحت البلاد تعتمد على استيراد معظم الوقود المستهلك،

ينما يعاني الشعب الإيراني من نقص حاد في الكهرباء والمياه في وقت ينفق النظام مليارات الدولارات علي مشروع نووي سري ويقدم علي خطوات تستفز العالم في حين انه يخوض مفاوضات قد تفضي الي تفكيك المشروع او تجميده علي الاقل .
وتجمع هذه الوقفات الاجتجاجات علي وجود قاسم مشترك وهو : الفقر، الجوع، العطش، والخذلان التام من النظام.
في ظلّ هذا الواقع، لا تقدّم سلطات النظام أي حلّ سوى التجاهل والتهرّب أو التهديد. لكن الرسالة التي يبعث بها المحتجّون من مختلف المدن الإيرانية واضحة: الناس لم تعد تصدّق، لم تعد تخاف، ولم تعد تصبر. النظام يدفع البلاد نحو القاع، بينما المجتمع يستفيق على واقع مرير لم يعد يُحتمل.
.