وسط عواصف الصراعات والنيران، يسعى الكيان المحتل لفرض واقع جديد على الأراضي الفلسطينية المحتلة، متجاهلًا جحيم الدم والتدمير الذي يخلفه يوميًا، في محاولة منه لترسيخ هيمنته، لكن المقاومة الفلسطينية تتصدى بقوة، وتوقع قتلاه يوميًا، فهل ينجح في تحقيق ما يطمح إليه؟
الحسابات السياسية.. هل ينجح الاحتلال في تقييد مقاومة الشعب الفلسطيني؟
يعتقد الاحتلال أن فرض تغييرات على الأرض سيكسر إرادة المقاومة ويحقق أمنه الدائم، لكنه يواجه مقاومة شرسة من اصحاب الارض الأصليين، وخسائر متزايدة، تفرض عليه حسابات دقيقة: هل ينجح في كسر شوكة الفلسطينيين أم أن المقاومة ستظل حاضرة، تلاحقه بالدم والنار حتى تحقق النصر المبين؟
التوقعات العسكرية.. هل يحقق الاحتلال أي مكاسب على أرض المعركة؟
العمليات اليومية للمقاومة تفرض على الاحتلال تكاليف باهظة، ويخسر الكثير من قواته، دون أن يجد سبيلًا لتحقيق أهدافه الكبرى. الحسابات العسكرية تشير إلى أن استمرار هذا النمط قد يكشف هشاشة استراتيجيته، ويُعقد موقفه أكثر.
الأهداف المخبأة.. هل تصل إلى غاياتها أم تتلاشى في غبار المواجهة؟
الهدف المعلن هو السيطرة والأمن، ولكن الأهداف الخفية تتعلق بمحاولة إجهاض كل فرصة لتوحيد الشعب الفلسطيني وتقوية مقاومته. هل ينجح الاحتلال في تحقيق ما يُخطط له، أم أن مقاومته ستظل شوكة في حلق مشروعه التوسعي؟
هل تحقق المقاومة أهدافها؟
كل يوم، يسقط من الاحتلال قتلى وجرحى، وهو دليل على أن المقاومة تفرض معادلة ليست جديدة ولكن تصر على استدامتها، وتربك الحسابات. فهل ستتمكن من إلحاق خسائر أكبر، وتأكيد أن معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال لن تنتهي إلا بانتصار والحرية والاستقلال؟
أفق المستقبل في موازين القوة والتضحيات
الكيان المحتل يراهن على فرض وقائع على المدى القصير، لكنه يواجه مقاومة لا تلين، تضعه أمام خيارات ضيقة، مع اندلاع كل معركة وتسجيل كل خسارة، تزداد رهانات الشعب الفلسطيني على التحرير والكرامة، فهل يكتب التاريخ فصلاً جديدًا من النصر؟
يقول توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الاسبق : “الاحتلال يسعى لخلق حقائق على الأرض تُعطيه نوعًا من الاستقرار الظاهري، لكنه يغرق في مستنقع الخسائر والدفاع المستمر، فالمقاومة تزداد صلابة، وكل معركة تضيف إلى سجل فشل استراتيجيته.”_
أما خالد مشعل، الرئيس السابق وأحد المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): “المقاومة ليست فقط رد فعل، إنما رسالة واضحة أن شعب فلسطين لن يرضخ للابتزاز أو الاحتلال، وخطوط الاشتباك تشهد أن كل محاولة لفرض واقع جديد ستواجه بمزيد من التضحيات، ولن تتغير المعادلة إلا بتحرير الأرض.”
ويقول باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق: “الاستراتيجية الإسرائيلية تعتمد على استنزاف المقاومة وتشتيت الفلسطينيين، ولكن مع تصاعد الخسائر، تتنامى الحاجة لإيجاد حل سياسي، رغم أن الاحتلال يراهن على الزمن والعمل العسكري، إلا أن التحدي الأكبر هو مدى قدرة المقاومة على الحفاظ على وحدتها.”
وأوضح مارتن إنديك، الدبلوماسي الأمريكي والباحث في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية: “إن محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد بشكل أحادي الجانب غالبًا ما تأتي بنتائج عكسية؛ فكل خسائر في الأرواح وكل محاولة تعسف تزيد من عزيمة المقاومة وتُضعف من شرعيته على الأرض.”_
ويرى علي حمدان، محلل سياسي فلسطيني ان الاحتلال يراهن على كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولكنه يغفل أن التاريخ يُعلم أن المقاومة تثمر دومًا بالنصر عندما تتوحد، وكل خسائر المحتل ستزيد الشعب تصميماً، وتدفع المقاومة نحو تصعيد أشد.”