أفاد مسؤولون مطلعون على المفاوضات أن إسرائيل وسوريا تجريان منذ أشهر محادثات بشأن إنهاء الأعمال العدائية بين البلدين. في حين لا توجد حاليًا محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان، ويُعتبر التوصل إلى اتفاق مع بيروت أقل احتمالًا، وفقًا لنفس المصادر.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال إن رون ديرمر، المقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الموجود حاليًا في واشنطن يناقش اتفاق قد يُنشئ علاقات رسمية بين إسرائيل وسوريا، إلى جانب ملفات أخرى.
ووبحسب تقرير للصحيفة ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أشار يوم الأحد إلى أن دولًا أخرى قد تنضم إلى اتفاقيات أبراهام،
. وقال نتنياهو الأسبوع الماضي إن الحرب مع إيران فتحت أمام إسرائيل فرصًا جديدة لتطبيع العلاقات مع دول أخرى.

ووفقا لوول ستريت جورنال ” يمكن لتوسيع المعاهدات مع دول عربية أو إسلامية أن يُحدث تحولًا في ميزان القوى في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل وعلى حساب إيران.
وتأتي فرصة تحسين العلاقات بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي كان حليفًا لإيران. الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، فقد اتخذ موقفًا متشددًا ضد إيران، حيث طرد قواتها من البلاد وحظر دخول المواطنين الإيرانيين إلى سوريا.
لكن أي اتفاق سيواجه عقبة مستمرة منذ أكثر من 50 عامًا، تتمثل في النزاع على مرتفعات الجولان، التي يطالب بها الطرفان، إضافة إلى التحديات الداخلية التي يواجهها الشرع، الذي لا يزال في طور تثبيت سلطته.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مؤتمر صحفي يوم الاثنين:“إسرائيل مهتمة بتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام للسلام والتطبيع. لدينا مصلحة في ضم دول مثل سوريا ولبنان – جيراننا – إلى هذه الدائرة، مع الحفاظ على مصالحنا الحيوية والأمنية”.
كما وضع ساعر “خطًا أحمر” إسرائيليًا يتمثل في الحفاظ على السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، التي ضمّتها إسرائيل جزئيًا عام 1981، واعترفت بها الولايات المتحدة كجزء من إسرائيل عام 2019 خلال إدارة ترمب.
لكن معظم دول العالم لا تزال تعتبر الجولان أرضًا محتلة. وكانت إسرائيل قد احتلت أراضي إضافية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، بما في ذلك ما كان سابقًا منطقة منزوعة السلاح تشرف عليها الأمم المتحدة.
ومن شأن أي اتفاق مع إسرائيل سيحمل مخاطر كبيرة بالنسبة للشرع، الذي تولى السلطة في دمشق قبل ستة أشهر فقط، في بلد لا يزال غالبية سكانه ينظرون إلى إسرائيل كقوة احتلال. ويتمتع الشرع بدعم شعبي نسبي لدوره في إسقاط الأسد، لكنه يواجه أيضًا شكوكًا حول معاملة حكومته للأقليات، وبطء إعادة الإعمار والإصلاحات.
ويواجه الشرع تحديات متعددة، منها عناصر لا تزال موالية للنظام السابق، كما أنه مطالب بتنفيذ اتفاق وُقّع في مارس لدمج الميليشيات الكردية في الجيش السوري.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق مع سوريا ولبنان، فإن ذلك سيعني أن إسرائيل أصبحت في حالة سلام مع جميع جيرانها العرب – رغم استمرار الصراع مع الفلسطينيين. حاليًا، ترتبط إسرائيل باتفاقيات سلام مع الأردن ومصر، وكانت قد خاضت حروبًا كبرى مع الدول الأربع