في ليلةٍ ملتهبة بالغضب والرفض، خرجت تل أبيب عن صمتها لتوجه صفعة قوية لحكومة نتنياهو المتشددة! آلاف الإسرائيليين يملؤون الشوارع غاضبين، يهتفون ضد استمرار الحرب المجنونة في غزة، ويرفعون صور أحبائهم الرهائن صارخين: “كفى دماءً.. كفى موتًا!” بينما يصر نتنياهو على تصعيد المجزرة رغم التحذيرات العسكرية والدولية، تثور الشوارع لتكشف انقسامًا عميقًا في الكيان الصهيوني.. فهل تنفجر الأزمة من الداخل قبل أن تحسمها المقاومة في غزة؟!
هذه ليست مظاهرات عادية، بل تمرد شعبي تاريخي ضد حكومة تُتهم بالتطرف والجنون، وتُحاكم على فشلها في تحقيق النصر أو حتى استعادة الرهائن! فبعد عامين من القتل والدمار، لم يعد الصبر الإسرائيلي يحتمل.. والسؤال الآن: هل ستكون هذه الانتفاضة المدنية القشة التي تقصم ظهر “دولة الحرب”؟ أم أن نتنياهو سيواصل لعبة الدم على جثث الفلسطينيين.. والرهائن معًا؟!
شهدت تل أبيب مساء السبت موجة غضب عارمة مع خروج آلاف المتظاهرين احتجاجا على قرارات الحكومة بتصعيد الحرب في غزة، حيث رفع المحتجون لافتات كتب عليها “كفى حربا” و”حرروا الرهائن الآن”، في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو انتقادات حادة داخليا ودوليا بسبب سياساتها العسكرية.
جاءت التظاهرات بعد ساعات من إعلان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عن موافقة مجلس الوزراء المصغر على خطة عسكرية جديدة تشمل السيطرة الكاملة على مدينة غزة، وهو القرار الذي حذر خبراء عسكريون من أنه قد يعرض حياة الرهائن للخطر ويطيل أمد الحرب التي تجاوزت عامها الثاني.
في قلب المظاهرة، وقفت، زوجة أحد المحتجزين، لتوجه رسالة عاطفية: “كل دقيقة تمر تعني خطر الموت على أحبائنا”، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل. هذه المشاعر وجدت صداها لدى غالبية الإسرائيليين، حيث أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 78% من المواطنين يؤيدون وقف الحرب فورا مقابل 22% فقط يؤيدون استمرارها.
المشهد السياسي في إسرائيل يشهد تصاعدا حادا في حدة الانقسامات، حيث يطالب اليمين المتطرف بقيادة الوزير سموتريتش بمواصلة الحرب وضم أجزاء من غزة، بينما يحذر الجيش من مخاطر التصعيد. وفي مفارقة لافتة، أظهرت وثيقة مسربة أن قيادات عسكرية رفيعة المستوى قد قدمت تحذيرات مكتوبة من أن أي عملية عسكرية كبرى جديدة قد تؤدي إلى مقتل ما لا يقل عن 30% من الرهائن المتبقين.
على الأرض، تشير آخر البيانات إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين قد تجاوز 61 ألف قتيل، بينما لا يزال 20 رهينة إسرائيليا على قيد الحياة من أصل 251 تم أسرهم خلال هجوم أكتوبر 2023.
بينما تستعد حكومة نتنياهو لاتخاذ قرارها النهائي الأحد المقبل، يبقى السؤال الأكبر: هل ستستجيب للضغوط الشعبية المتصاعدة، أم ستواصل سياستها العسكرية التي يراها كثيرون أنها تدمر إسرائيل من الداخل قبل أن تدمر غزة؟ المشهد في تل أبيب يؤكد أن الساعة تدق الأخيرة، وأن الشارع الإسرائيلي قد بدأ يفقد صبره مع حكومة تبدو عازمة على المضي في حرب خاسرة بكل المقاييس.