“اللغةُ الخالدة”.. شعر: محبوبة هارون

جنودُ الخير يسبقُها ضياها
ونورُ البدر بعضٌ من سناها
جنودٌ في دروب الحقِ تسعى
لدين اللهِ قد وهبتْ خطاها
قلوبٌ من صفاءٍ لا تبالي
بأعداءٍ تُبدّد في قواها
وكل مرادِها غرس المعالي
ووحدتنا ونهضتنا مناها
على الإسلام جندُ الحقد تترى
ووحدةُ أمتي قدّت عُراها
وفصحانا مؤرّقة تعاني
وخاصم عينَها نومٌ جفاها
تهيبُ بأهلِها فالخطبُ يدنو
وسربُ البوم ينعقُ في حماها
بنوها غرّهم زيف الأماني
فعقّوها وما لبّوا نداها
وظنوا أنها مُنيَت بعِقم
وأن الدهرَ حزنا قد طواها
ولكن الحبيبة في كتابٍ
بأجمل حلةٍ نُسجت كساها
بإعجازٍ بعلمٍ في بيانٍ
هي الفصحى تتيه بما حباها
فبالقرآنُ تحيا في شموخٍ
فسبحان الذي أعلى عُلاها
يهبُّ نسيمُها من عاشقيها
يموتُ بغيظه من قدْ رماها
تَرى الفُصحى تغرّدُ في حبورٍ
إذا نطقَ الذي يحمي حماها
دعته لعرشها حتى اعتلاهُ
فكم بالحب هامَ وكمْ دعاها
يرتّلُ باسمها كُبرى المعالي
ويعزفُ لحنَها يدري بناها
يطوف بعقله شرقاً وغرباً
يجوب الروضَ ينهلُ من شذاها
جنودٌ يصدقون الله عهداً
وتجري في عروقِهِمُ دماها
رجالٌ قد تبارَوا في هواها
حبيبتُهم فما عشقوا سواها
تعالى من رعى للضاد أُسْدًا..
فهم سيفٌ به أردَى عداها
……