الله جل في علاه
بقلم: د. حلمي الفقي
حين هممت بالكتابة عن الله ارتعدت أركاني، وملأ الرعب وجداني، وهز الخوف كياني، وتملكت الحيرة فؤادي، وحري بمن أقدم على مثل هذه الخطوة أن يحدث له ذلك وأكثر
ولكن وفي الوقت نفسه قد شعرت بسكينة تغمر قلبي، وطمأنينة تسكن نفسي، وبسرور يهيج في خاطرى، وعزم يحفز قلمي.
يا الله لقد أحببتك من كل قلبي، ولقد أعطيتني يا رب أكثر مما تمنيت، وكنت دائما معي يا الله في كل ما نزل بي تشد أزري، وتحمس عزمي، وتربت علي كتفي في كل ما ألم بي من نوائب الدهر، وعوارض الزمن، يا رب لقد منحتني أضعاف ما طلبت، ومننت علي بأكثر مما تمنيت، وأنعمت عليَّ نعما لا تعد ولا تحصى يا الله، وأنا الان أرجوك يا الله أن تسدد قلمي ليكتب عن الله، ويعرف الخلق بالله، ويسوق الجماهير إلى الله، فإن وفقت فمنك وحدك يا الله، وإن كانت الأخرى فمن نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان، وأسألك ربي أن تغفر لى زلتي، لا بل زلاتي، وأن تستر جرمي، وتمحو ذنبي وأن تغفر لي، ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
{اللَّهِ}:
اسم العلم الدال على الذات الإلهية وهو الاسم الأعظم الذي تفرد به الإله المعبود، واجب الوجود، وكامل الصفات والنعوت، ليس كمثله شيء، والاسم الجامع لكل صفات الكمال الإلهية، وقد ذكر اسم الله -جل وعلا- (2699) مرة في القرآن الكريم، كما ورد في المعجم المفهرس
{اللَّهُ}:
اسم ذات واجب الوجود يحمل في طياته كلّ صفات الكمال المطوية في بقية أسمائه الحسنى
{الله}:
معنى الله تعالى ذكره المعبود ولا معبود غيره جل جلاله، والإله هو المعبود، و الألوهية هي العبادة.
والتسمي به حرام، فلا يجوز لمخلوق أن يتسمى باسم الله.
{الله}:
الله أصل الإله
الله هو اسم الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وأصل هذا الاسم الإله بالتعريف، وهو تعريف إله الذي هو اسم جنس للمعبود مشتق من أله بفتح اللام بمعنى عبد
والله وضع في الأصل للدلالة على انفراده بالألوهية إذ لا إله غيره، فلذلك صار علما على الإله الحق الواجب الوجود، فلما اختص الإله بالإله الواحد واجب الوجود، واشتقوا له من اسم الجنس علما زيادة في الدلالة على أنه الجدير بهذا الاسم ليصير الاسم خاصا به، غير جائز الإطلاق على غيره.
وهذه أعجوبة في لغة العرب، أرى أن أقدار الله قادت خطى بلغاء العرب، وأرباب الفصاحة والبيان منهم إلى هذه النقطة إذ جعلوا علم ذاته تعالى مشتقا من اسم الجنس المؤذن بمفهوم الألوهية، تنبيها على أن ذاته تعالى لا تستحضر إلا بوصف الألوهية، وتنبيها علي أنه الإله الواحد خالق الخلق، و موجد الوجود.
نحن المسلمين نوقن أن الله بيده الأمر كله، علانيته وسره، وأن {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (البقرة: 255)
ونحن المسلمين نوقن أن مقاليد الأمور كلها بيد الله، وأنه لن يكون في ملك إلا ما أراد الله، وأن لا ضار ولا نافع إلا الله.. لا قابض لما بسط، ولا باسط لما قبض
{وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (يونس: ١٠٧)
وأن العز والذل بيد الله وحده،قال تعالى : { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا } (فاطر 10)
وقال جل في علاه (وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ) [المنافقون: 8]
فالعز كل العز في طاعة الله والذل كل الذل في معصية الله ومخالفة أمره تبارك وتعالى
فنحن المسلمين أقوياء بطاعة الله أعزاء بالذل له والخضوع له والانقياد له أسلمنا وجوهنا له وخضعت رقابنا لعظمته، وملأت نفوسنا السكينة، وقلوبنا الطمأنينة بالإيمان به
فاللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن الرجاء إلا منك، بك نستنصر فانصرنا، بك نتقوى فقونا، وبك نستعين فأعنا، بك نستهدي فاهدنا.