أمة واحدةسلايدر

رسالة لشيخ الازهر لإنقاذ غزة.. «الأمة تنتظرك»

الأمة: وجه جموع المؤسسات العلمية والدعوية الإسلامية الى فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رسالة عاجلة قالوا فيها:

فضيلة الإمام:

إن الرجال مواقف، وربما خلد ذِكْر الرجل بالموقف الواحد حتى أبد الآبدين! وإن خلود العلماء في دنيا الناس ليس بكثرة علمهم بل بمواقفهم، فكم من عالم تفجر علمًا وقد طُمِس ذكره

فلا يعرفه إلا أهل التخصص في فنه، وكم من عالِمٍ طبقت شهرته الآفاق بموقف كبير عرفه به القاصي والداني، وعَظُم في نفوس الجماهير التي ربما لم تقرأ من علمه حرفا!

فضيلة الإمام الأكبر..

إن الله يهيئ الرجال الكبار للمواقف الكبيرة، وينثر المواقف الفاصلة أمام الرجال الذين بوأهم المكانة العالية.. يبتليهم بذلك ليرفعهم في الأولين والآخرين، وها أنتم أولاء، قد ساق الله إليك أرفع منصب علمي في عالم الإسلام، يُجِلُّك من لا يعرف العلم.

 وتتوارث الأجيال محبة المشيخة ومن يلي أمرها، وقد رفعك الله مرتبة ترنو إليها الأبصار والقلوب، ورضي لك الناس لقب  “الإمام الأكبر”، وجلست على مقعد تسنمه قلبك الخالدون الكبار.

 مثل الأئمة شهاب الدين السنباطي، ومحمد الخرشي، وعبد الله الشبراوي، وعبد الله الشرقاوي، وإبراهيم الباجوري، وحسونة النواوي، وعبد المجيد سليم، ومحمد الخضر حسين، وعبد الحليم محمود.. وغيرهم.

 وكل هؤلاء كان لهم في مشيختهم مواقف مشهودة ومقامات محمودة، وبقيت عباراتهم ومواقفهم يخلدها التاريخ، وقد وفقكم الله من بداية الحرب على غزة بالموقف النبيل والقول الشجاع الأصيل..

فضيلة شيخ الأزهر..

لقد قصف الصهاينة جامعة الأزهر في غزة وأنتم شيوخها وأئمتها.. وهذه غزة تناديكم وتتعلق بموقفكم!

فأنتم رمز المشيخة الأزهرية، ورأس العلماء وأهل الدين في مصر، ومقامك لا يجرؤ عليه أحد، وقد علم الناس ذلك..

غزة يخنقها معبر رفح المصري الفلسطيني، المعبر الذي هو حبلها السري وشريان الحياة لها، المعبر المغلق الذي تُحْتَجَز عنده أطنان الغذاء والدواء والوقود.

وهوإغلاق جائر ولعل الله أن يجعلك صاحب الفتح، فإنك لو خرجت إلى فتحه ما استطاع أن يصدك أحد ولا أن تردك قوة، ولكانت مأثرة لك في العالمين.

يا فضيلة الإمام ..

لقد حفظ الناس شرقا وغربا مقولة شوقي فيكم:

كانوا أجلّ من الملوك جلالة .. وأعزّ سلطانا وأفخم مظهرا

زمن المخاوف كان فيه جنابهم .. حرم الأمان وكان ظلهم الذرا

ولن يكون هذا البيت أصدق ما يكون على أحد، كما سيكون عليك، إذا نهضت لله نهضة شيخ الأزهر الثائر، ونهضة شيخ الصعيد العزيز، فبذلت جهدك، وسرت بطلابك وأبنائك، وكلنا خلفك، حتى تفتح المعبر.

 ولعلك بهذا ترفع الحرج عن السياسة المصرية التي ربما كبَّلتها اتفاقيات وسياسات لا تستطيع منها فكاكا!

يا فضيلة الإمام …

لو أن تاريخ الصليبيين والمغول والحملة الفرنسية والاحتلال الإنجليزي جاء وذهب دون أن نسمع أسماء العز بن عبد السلام وابن تيمية وسليمان الجوسقي ومحمد السادات ومحمد عليش لما كان للأزهر هذا التاريخ المجيد الناضر الفريد.

 وها أنت الآن قد انتهت إليك هذه السلسلة الذهبية واستقرت في يديك تلك العقود الدرية، وبمقدورك وحدك أن تمدها وتزيدها وتنسج فيها لؤلؤتك ودرتك، أو أن ينفرط عقدها.

 فلا يزال يقال حتى آخر الدهر: فعل الصهاينة ما فعلوا، وذبحوا ما ذبحوا، وما كان للمسلمين إلا طريق واحد يمرّ على مصر، فأسلموهم وخذلوهم وما تحرك إليهم أحد!

وعندها سيسأل قارئ التاريخ وماذا فعل الأزهر وشيخه، فتقدم لعمل ليس له إلا أنت، تزيد به الأزهر شرفا وترفع به عن مصر إصرا، وتدخل المسرة على نفوس المسلمين.. أنقذ هؤلاء جميعا من محكمة الله ثم من محكمة التاريخ!

يا فضيلة الإمام الأكبر..

إن المسلمين يناشدونك، وينتظرون منك الموقف الطيب بعد أن سمعوا منك الكلام الطيب.. موقفا ينتهي إلى فتح المعبر وإغاثة المسلمين المحاصرين، مؤيدا بحبل المتين ودعاء المؤمنين.

ونخوة أهل الصعيد الميامين {وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم، ورسوله، والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).

جدير بالذكر أن من ضمن الموقعين على الرسالة دار الإفتاء الليبية والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “د.علي القره داغي” والمفتي العام للقارة الأسترالية “أ.د.إبراهيم أبو محمد” وهيئة علماء اليمن والهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ.

 واتحاد علماء المسلمين في تركيا وهيئة أمة واحدة وهيئة علماء فلسطين ورابطة علماء فلسطين ورابطة علماء المسلمين ومركز تكوين العلماء واتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى