حوارات

محلل سياسي: الجيش السوداني قادر علي حسم الصراع وهزيمة تمرد حميدتي

المحلل السياسي حسن إسماعيل :الجيش السوداني قادر علي حسم الصراع وهزيمة تمرد حميدتي

*3أسباب وراء تأخر الجيش السوداني في تفكيك الدعم السريع وإخراجه من المشهد

*اتهامات حميدتي لمصر وإيران بدعم الجيش السوداني أقوال مرسلة تعكس هيستريا الهزيمة

*تورط الإمارات في دعم حميدتي ثابت بالأدلة وقطع العلاقات مع أبو ظبي خطوة ضرورية

*نثق في موقف مصري جاد من الأزمة السودانية والحديث عن استجابة القاهرة لضغوط إماراتية مجرد تسريبات

*واشنطن تسعي لإضعاف السودان ضمن استراتيجيتها لتفكيك الشرق الأوسط

*التنافس بين الخارجية والبنتاجون والكونجرس يقف وراء غموض الموقف الأمريكي من السودان

*هزيمة الدعم السريع ستقود لاستعادة دور السوداني الإقليمي والدولية وتقوية مؤسسات الدولة السودانية

أكد المحلل السياسي السوداني حسن إسماعيل قدرة الجيش السوداني علي حسم الصراع مع قوات التمرد بقيادتي حميدتي، مؤكدا أن حرص الجيش علي الحفاظ علي مؤسسات الدولة وتبني استراتيجية مرحلية ،هو من أطال  أمد الصراع فضلا عن تشعب المؤامرة ضد السودان، وتعدد أطرافها.

ومضي للقول في حواره مع جريدة الأمة الإليكترونية أن الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوداني علي قوات الدعم السريع تعود لنجاح الاستراتيجية ،التي تبنها الجيش ودخوله لمرحلة الانقضاض علي قوات حميدتي ،نافيا ما يتردد عن وجود دعم مصري إيراني للجيش السودان وهو ما أمر تفاه البلدان .

وقلل إسماعيل من أهمية الاتهامات التي يوجهها قائد التمرد حميدتي لكل من مصر وإيران بدعم الجيش السوداني ،معتبرا أياها أقوالا مرسلة، تعكس الوضع الصعب الذي تعاني منه قوات حميدتي ،وحالة هيستريا الهزيمة التي تحاصره، وتهدد بإخراجها من المعادلة السودانية .

ولفت إلي أن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم تمرد الدعم السريع ،مشيرا إلي أن السودان يمتلك أدلة وبراهين تؤكد تورط أبو ظبي في دعم قوات السودان، بشكل يتطلب موقفا جادا من المجلس السيادي ،يقضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، وقطع أذرعها في السودان.

الحوار مع المحلل السياسي السوداني حسن إسماعيل تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية

*هل من تفسير للانتصارات التي حققها الجيش السوداني علي ميليشيات الدعم السريع وما حقيقة ما تردد علي دعم مصري إيراني للجيش اسهمت في حسم الكثير من المعارك؟

** التفسير الوحيد لانتصارات الجيش السوداني تعود للاستراتيجية التي تبناها الجيش وكررها قائده في عديد من السياقات حيث كانت تقضي مرحلتها الأولي بضرورة الحفاظ علي مؤسسات الدولة السودانية وحمايتها عنها ، ضد هجوم المتمردين.

أما المرحلة الثانية فكانت تتعلق بمرحلة الانقضاض والتي تقوم بها مؤسسة عسكرية عريقة وجيش ذو خبرة وتجربة جبارة في هذا النهج، والواضح هنا أن الجيش تبني استراتيجية واضحة والتزم بها وحدد التوقيتات اللازمة للانقضاض علي التمرد والهجوم عليه وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالآلة العسكرية للقوات المتمردة .

وإزاء هذه الهزائم المتمردة لم تجد قوات المتمردين ،الا توجيه اتهامات للحكومتين المصرية والإيرانية ، لدعم الجيش السوداني وإمداده بالأسلحة والطائرات المسيرة ،كما تردد ،وهي الاتهامات التي نفتها طهران والقاهرة جملة وتفصيلا .

* في هذا السياق وجه قائد ميليشيا الدعم السريع حميدتي اتهامات لمصر بالتورط بشكل مباشر في القتال في السودان .. ما هدف حميدتي من هذا التصعيد مع القاهرة وهل يسهم في تراجع الدعم المصري للخرطوم حال صحة هذه الاتهامات؟

**لا يعتد بخطابات حميدتي فمن ظهوره علي المشهد للمرة الأولي منذ أربع سنوات لا يمكن التعويل علي ما يقوله حتي لو كان ينطق بالحقائق فكما يقال خذو الحكمة من افواه المجانين ،ولكن لا يمكن أخذ الحقائق مع أفواه حميدتي .

فقائد التمرد خلال الفترة الأخيرة يشتكي من الجميع ،من القبائل ومن مصر وإيران وأوكرانيا وروسيا وهي مجرد اتهامات مرسلة سيرهق المؤسسات الإعلامية في تتبعها ،وأنا هنا أحيل الجميع إلي بيانات وزارة الخارجية المصرية ولا نفي الحكومة الإيرانية التدخل في السودان ولا أراء القيادات السياسية.من هنا فالاتهامات التي يرددها حميدتي ،لا أساس لها من الصحية ،لا  تعبر الا هسيتريا الهزيمة التي لحقت به وبقواته المتمردة، التي غدت أقرب إلي الانهيار والخروج من المشهد السوداني بالكلية .

*في نفس السياق وجه جه الفريق ياسر العطا اتهامات مباشرة للإمارات العربية المتحدة بالتورط في دعم ميليشيات الدعم السريع وكذلك كرر مندوب السودان نفس الاتهامات لأبوظبي .. برأيك ما هي اهداف الأمارات المباشرة وغير المباشرة من تقديم الدعم لقوات التمرد ؟

**ليست اتهامات الفريق ياسر العطا وحده، بل كل اتهامات الدولة السودانية تسير في نفس السياق ،بل أن هناك شكوي موثقة ومرفق بها أدلة وبراهين حول تورط دولة الإمارات في دعم قوات التمرد الذي يعود بحسب العديد من المسئولين الإمارتيين، الي رغبة أبو ظبي في حماية مصالحها المتشعبة في السودان .

*ولكن لماذا لم يقدم مجلس السيادة في السودان علي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات رغم القصف الذي جري للسفارة الاماراتية وما هذا يهدف من تأجيل التصعيد ضد أبو ظبي؟

** عدم  قيام السودان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة،يعود لعديد من الاعتبارات التي تحكم موقف الحكومة السودانية ،ربما لاعتبارات اقتصادية ولا مصالح الجالية السودانية الكبيرة التي تعيش وتعمل في الإمارات ،وتقديرات أخري أجلت هذه الخطوة التي اؤيدها بالكلية، وبسرعة قطع العلاقات الدبلوماسية مع أو بوظبي وطرد بعثتها الدبلوماسية من الخرطوم،وقطع جميع أذرع الإمارات بالسودان .

*ضمن الأدوار الإماراتية في السودان هناك من يتهم أبو ظبي بممارسة ضغوط علي الجيش المصري أسهمت في تراجع الدعم العسكري من قبل القاهرة للخرطوم ؟

**بصراحة لم تصل إلي مسامعي هذه المعلومات حول دور الإمارات في ممارسة ضغوط علي القاهرة لوقف دعمها للجيش السوداني ، أو النزول به للحد الأدني  ،كما أننا ندرك تعقيدات الموقف المصري من الأزمة السودانية لاسيما فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية ،التي تعاني منها مصر ،ولكننا في المقابل نحن علي يقين من إيجابية الموقف الإيجابي المصري من التمرد في السودان ،في الماضي والحاضر والمستقبل .

*يبدو موقف واشنطن من الحرب في السودان شديد الغموض فهي لم تكثف جهودها لاستئناف المفاوضات منذ اتفاق جدة ولم تبذل جهودا لوقف الدعم الإماراتي لحميدتي فما رؤيتك للرؤية الأمريكية حول الحرب في السودان ؟

** السياسة الأمريكية تجاه السودان ليست علي وتيرة واحدة ،فهناك العديد من المؤسسات التي تدير هذه السياسة وادواتها مختلفة ،بدءا من الكونجرس ووزارة الدفاع والخارجية ناهيك عن عديد من اللوبيات المسيحية والصهيونية والاقتصادية ،ولعل هذا التنافس بين هذه المؤسسات علي رسم السياسية هو ما يشير إلي حالة الغموض الأمريكي تجاه السودان .

ومع هذا يجدر بنا التأكيد هنا إلي أن الولايات المتحدة لها استراتيجية ثابتة في التعامل تتمثل في إضعاف منطقة الشرق الأوسط جميها ومن بينها السودان ،انطلاقا من سياسة الحريق التي اشعلتها واشنطن خرجت من كنانة وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع وسياسة اضعاف المنطقة وإخراجها من دائرة التأثير سياسة أمريكوصهيونية بامتياز.

ومن هنا فالحروب التي اشتعلت في العراق والسودان وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان تقف وراءها واشنطن وكذلك اكثر من 50حربا اشتعلت في القارة الإفريقية، وقدمت لها المؤن والذخائر حيث لا تدخر أوروبا وأمريكا جهدافي إشعال هذه الحرائق ،وبعدها يظهر الطرفان في ثوب الحريص علي إطفاء هذه الحرائق والحريص علي استقرار هذه البلدان ،

*كيف تري مستقبل الأوضاع في السودان وهل تري أن الجيش يبدو قادرا علي حسم الصراع أم ان المفاوضات تبدو الملاذ الأخير؟

** الجيش السوداني قادر علي حسم الصراع وكسر ظهر التمرد ومن هنا يجب التأكيد ان طول أمد النزاع مع الدعم السريع ،لا يشير لضعف أو قصور في أداء الجيش ولكنه يعود لضخامة المؤامرة وتشعب أطرافها وحجم التدخل الإقليمي والدولي في إشعال الحرائق.

ولكن في نهاية الأمر سيستتب الأمر للجيش السوداني وستتشكل دوافع تخرج السودان من هذا الرماد، وتقضي علي هذا التمرد وتحفظ أمن واستقرار وسيادة الأمة والشعب السوداني ،وتصون مؤسساته وستنهض بوعي جديد يتعلق بدول الجوار العربي والإفريقي.

وكذلك  ستحدث ترتيبات جديدة تقضي ضرورة  تقوية المعادلة الداخلية وتقوية مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش الذي كان مستهدفا بعد ذهاب الانقاذ ،حيث كانت هناك رغبات شديدة في إضعافه واستهداف أمن الدولة السودانية ،

ولكن هناك يقين حاليا بخروج وتجاوز هذه الأزمة بشكل أكثر قوة واستقرار واستمرار السودان في هذه الجغرافيا السياسية والجيوستراتيجية ،وتأدية دوره الحضاري والدولي والإقليمي بشكل أكثر فعالية .

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *