في قلب كل مقاوم، وفي عمق كل صامد، تتواجد امرأة فلسطينية” أم أو زوجة، أو أخت أو إبنة أو جدة” لا تعرف اليأس، تستمد قوتها من التراث، وتنهل من رمزية النضال، وتصعد على أدراج التاريخ مقرونة بعزم لا يلين وإصرار على المضي قدمًا رغم أعتى العواصف،
هي تلك التي قاومت التهجير والتشريد، واستعادت الأمل من رماد الدمار، لتكتب بدمائها وقلمها قصصًا من البطولة والفداء، وتظل رمزًا للحرية، عنوانًا للأمل، وانشودة للصلابة في وطن يُشتت لكنه لم ولن يُهزم، وسيعود منتصرا.
المرأة الفلسطينية: رمزية الصمود والتضحيات في وجه العنف والعدوان
تمر ذكرى مرور ستين عامًا على تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، لكنها ليست مجرد مناسبة احتفالية، بل مناسبة تعبير عن مدى عمق نضال المرأة الفلسطينية، وثراء تضحياتها، وعمق صمودها في وجه أصعب وأعتى التحديات.
المرأة الفلسطينية ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي القلب النابض الذي استمدت من تاريخها المجيد، وقائع النضال والكفاح، لتصبح رمزًا للثبات والإصرار في زمن تغتصب فيه الأحلام والأبرياء، وتتطاير فيه خيوط الألم على مدار الساعة.
مواجهة القصف
من غزة إلى كل بقعة فلسطينية، تتوجع قلوب الأمهات وتبكي عيون الفتيات، وهم يواجهون قصف الاحتلال واعتقال الأبرياء، مع استمرار العدوان الوحشي الذي بلغ فيه عدد الشهداء من النساء وحده أكثر من 18 ألف امرأة منذ بدء العدوان، ليشهد العالم على مأساة امرأة فلسطينية تُختزل فيها معاني الصمود، والإصرار، والتحدي، رغم الدمار والرماد
الذي يلفّ حاضرها ومستقبلها. تلك الأمهات، اللواتي فقدن أحبابهن، وواجهن مأساة التشريد والاعتقال، أثبتن أن قوة المرأة ليست في حمل السلاح فقط، بل في حمل إرادة الحرية، وفي أخلاقها النبيلة التي لا تنكسر أمام الشدائد.
نكبة ولجوء وحصار
لقد عانت المرأة الفلسطينية من النكبة واللجوء والحصار، وتعرضت لموجات من التهجير والتشريد، لكنها لم تتخلَّ أبدًا عن كرامتها، وظلت أسيرة للمقاومة، رمزًا للوفاء والصمود الذي لا يكل، رغم كل المحن، لأنها كانت وما زالت عنوانًا لعطاء أسمى، وعنوانًا لتحدي الاحتلال المجرم، ودفعةً قوية لأي صوت يذور من أجل حقوقها وحقوق شعبها.
الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
وفي مناسبة مرور 60 عامًا على تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، تظهر رسائل الوفاء والتقدير جليا، فهذه المرأة، التي دفعت الثمن الأكبر في معركة الوجود، ظلت تصطف في المقدمة، بأسلحتها غير التقليدية: الإرادة الصلبة، والصبر، والعطاء. لقد كانت وما زالت، حاضرة في كل ميدان من ميادين الكفاح، تقف بثبات، وتحمل أعباء المعركة مجتمعة، فتضحية المرأة، ليست مجرد كلمات، بل هي فعل متكرر، وصورة حيّة من التضحية والعطاء غير المحدود.
اين الضمير العالمى؟
وفي هذا اليوم، يرفع الفلسطينيون والقادة صوتهم، مناشدين الضمير العالمي، ومطالبين المجتمع الدولي ألا يتجاهل مأساة المرأة الفلسطينية، تلك المرأة الباسلة التي تُقتل وتُهجّر وتُعتقل بوحشية،
وهي تُعاني من صمت المؤسسات الدولية، التي تخلَّت عن واجبها، وابتعدت عن إحقاق حقوقها، فباتت الحاجة ملحة لتحرك عاجل، لإنقاذ حياة المرأة الفلسطينية وكل شعب فلسطين، من قيود الاحتلال، ومن براثن الموت والدمار.
رمز الصمود
وتظل المرأة الفلسطينية رمزًا للصمود، والإصرار، وأملاً لا يلين بأن غدًا مشرقًا ينتظرها، حيث السلام والحرية، حيث تنعم بالأمان، وتتحقق أحلامها، وتواصل مسيرة نضالها التي لم تتوقف يومًا، لأنه نضال من أجل حياة كريمة، ومن أجل مستقبل يليق بتضحيات ارتوت بدمائها رمال فلسطين.