الأمة: يواصل النظام الصيني استخدام قطارات الشحن التي تمر عبر تركستان الشرقية ذات الاغلبية المسلمة كأداة استراتيجية اقتصادية، ضمن مشروع “قطار الصين–أوروبا السريع”.
ووفقًا للتقارير، فإن أكثر من 10,000 قطار شحن مرّت حتى تاريخ 27 يوليو 2025 عبر موانئ السكك الحديدية في ألاشانكو (Alashankou) وخورغوس (Horgos). ويعكس هذا التطور كيف تستغل الصين الموقع الجيوسياسي لتركستان الشرقية في تعزيز روابطها التجارية مع آسيا الوسطى وأوروبا.
وبحسب مسؤولي السكك الحديدية الصينيين، فإن أكثر من 50٪ من إجمالي حركة قطارات الشحن في الصين هذا العام تم عبر الممر الغربي الذي يمر بتركستان الشرقية ذات الاغلبية المسلمة .الذين يتعرضون للإبادة والتجويع والقمع
ويعزز هذا الأمر من مكانة الصين في سلاسل الإمداد العالمية. لكن هذه الحركة التجارية الكثيفة تتم في وقت يتعرض فيه شعب الإيغور لانتهاكات ممنهجة من قمع ثقافي واضطهاد ديني.
وقد ساهمت تقنيات “الموانئ الذكية” وأنظمة التخليص الجمركي السريعة في تسريع هذه الأنشطة الاقتصادية، لكنها في الوقت ذاته عززت من رقابة النظام الصيني على سكان المنطقة المسلمين من خلال توسيع شبكات المراقبة والتتبع. ويرى خبراء أن هذه البنية التحتية لا تخدم فقط الأغراض التجارية، بل تُستخدم أيضًا في فرض السيطرة الأمنية على الإيغور.
وحتى عام 2025، سجل ميناء ألاشانكو ارتفاعًا بنسبة 3.7٪ ليصل حجم البضائع المنقولة إلى 9.77 مليون طن، بينما سجل ميناء خورغوس زيادة بنسبة 20.3٪ ليصل إلى 7.96 مليون طن. هذه الأرقام تبيّن حجم الأرباح التجارية التي تحققها الصين،
لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على تهميش سكان تركستان الشرقية الذين لا يستفيدون من هذه “التنمية”، بل يرزحون تحت مزيد من القمع والتضييق والفقر..
وفي الوقت الذي تصل فيه هذه القطارات إلى دول أوروبية مثل ألمانيا وبولندا، تستمر السلطات الصينية في تنفيذ سياسات لتغيير التركيبة السكانية في تركستان الشرقية، وقمع الهويات الدينية الاسلامية والعرقية.
وقد وثّقت منظمات دولية لحقوق الإنسان انتهاكات متزايدة مثل العمل القسري، والاعتقالات التعسفية، ومحاولات المحو الثقافي، كجزء من هذه المشاريع.
الخلاصة:
إن مشاريع الصين التجارية المربحة التي تمر عبر تركستان الشرقية، تتم في ظل مأساة إنسانية كبيرة. فبينما تكسب الصين قوة اقتصادية، يواجه سكان المنطقة المزيد من القمع، والصمت المفروض، والمعاناة.