المشروع الطائفي مطلب أمريكي إسرائيلي وهو دمار للعرب ووبال على المسلمين
بقلم: مضر أبو الهيجاء
مما لا يخفى على عقلاء العرب والمسلمين، وأيضا على دهاقنة السياسة والمجرمين، أن المشروع الطائفي الذي أسسه مشروع ولي الفقيه وملالي إيران في منطقتنا العربية والإسلامية منذ أربعة عقود ونيف هو مطلب صليبي وإرادة أمريكية غربية واعية وقارئة لتاريخ المنطقة وعارفة بتفاصيل واقع العرب والمسلمين.
إن قرار الحكام الحقيقيين والاستراتيجيين للولايات المتحدة الأمريكية بنقل الخميني من باريس الى طهران جاء عن وعي وإرادة وتخطيط يستهدف تمزيق المنطقة على مستوى شعوبها وحركاتها الفاعلة بعد أن مزق المنطقة سياسيا ووضعها بأيدي وكلاء محليين.
ومنذ ذلك الحين حتى اليوم والمنطقة وشعوبها تدفع من دمائها ومستقبلها رصيدا عظيما وهدرا مخيفا في سياق الاحتراب الطائفي الذي صنعته إيران الملالي ووسعت نفوذه أذرعها العربية في أهم دول المنطقة والحبل على الغارب.
وإذا كانت أمريكا قد نجحت في تدمير بعض دول المنطقة وأتلفت شعوبها بفعل الحركات الداعشية وأخواتها التي تسقى بماء الفكر القاعدي، فإن حجم ما حققته ولا تزال الإدارة الأمريكية من تدمير في المنطقة يفوق ألف مرة حجم التدمير من خلال داعش التي سقطت نظريتها بين الشعوب وانكشفت ارتباطها وبطل سحرها، لكن سحر إيران ومحورها لا يزال قائما وبريقه يشتد إشعاعا!
لم ولن تجد إيران الطائفية وملاليها المخادعين أقوى من سحر القضية الفلسطينية وقضيتها العادلة وأقصاها المبارك، لتتوسع في مشروعها وتحقق أجندتها وتعلو راياتها وتصبح قبلتها هي الأصوب وكلمتها هي الأكبر ودينها هو الحق المتبع!
لكن الله هو الأعلى وهو الله الأكبر، وهو ما يجعل الحق منتصرا وكل من يرتبط بالله لا شك سيكون منتصر، فمن الذي سيتصدر ومعه الحق الذي سيزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا؟
إن إصرار الخطاب الإيراني والحوثي على اتهام السعودية بالتعاون مع إسرائيل لضرب الحديدة والنفط في اليمن، هو خطاب جاد في مخاطره ويشير إلى استهداف حقيقي وقادم يستهدف ما تبقى من الشعوب العربية، ويشير إلى استعلاء حقيقي لإيران التي تستهدف كل شيء إلا حكام السعودية الذين أساؤوا للدين وطعنوا أئمة المسلمين، بل هم في تواطئهم المعلن مع الغرب الصليبي وإسرائيل من أكبر أسباب الترويج لإيران باعتبارها المالك الحصري في العالمين العربي والإسلامي للمقاومة!
لابد من التفكير وابداع مقاربة تنقذ ديننا وهويتنا وثقافتنا من التشويه والتشكيك، وتنفذ شعوبنا من حرب طائفية قادرة على إتلاف كل المنطقة برعاية أمريكية ومباركة إسرائيلية وأياد وأذرع إيرانية وتواطئ من حكام العرب المخصيين.
يمكن القول اليوم وبعد الإدارة السياسية والعسكرية غير الراشدة وبعد خطاب القيادات غير الموفقة لمعارك طوفان الأقصى، أننا أمام علوين حاصلين هما العلو الإسرائيلي والعلو الإيراني الطائفي.
إن الصراع الحقيقي المحتدم بين إيران وإسرائيل هو صراع ديكة، وجوهره ليس له علاقة بحق ولا باطل بل هو حول المحاصصة في سيادة وحيازة المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا، أما نحن فالمشروعان ينظران ويتعاملان معنا كعبيد مستخدمين اليوم وبشكل أكبر في المرحلة القادمة.
نحن كأمة عربية مسلمة أمام تحد كبير وأهوال قادمة تحتاج قامات كبيرة وأفهام عظيمة لعلنا ننجو من المزالق والزج بنا وإتلاف كياننا في حروب طائفية طاحنة سيشحذها الغرب وتغذيها إسرائيل برواية ذكية ومبهرة تسقط نصفنا في الوهم وتؤكد شرعية المجرمين قتلة أبنائنا المعتدين على ديننا وهويتنا وسياساتنا المسالمة.
فلسطين-جنين 21/7/2024