خلال الأسبوع الحالي ، تحولت شوارع منطقة يوبوغون في أبيدجان إلى ساحة كبيرة للمطالبة السياسية، حيث توافد الآلاف من أنصار المعارضة الإيفوارية في مسيرة سلمية، حاملة مطالب واضحة بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة.
تبرز هذه التظاهرة بحسب تغريدة للباحث الموريتاني المتخصص في الشئون الإفريقية كسلوك ديمقراطي يطمح لإحداث تحوّل جذري في المشهد السياسي، خصوصًا مع تزايد الاستقطاب حول قضية إقصاء شخصيات بارزة من السباق الرئاسي.
جاءت هذه المسيرة اعتراضًا على قرار اللجنة الانتخابية المستقلة باستبعاد أربعة من أبرز القادة السياسيين من القائمة الانتخابية؛ وهم لوران غباغبو (الرئيس السابق)، تيجاني تيام، شارل بليه غوديه، وغييوم سورو.
وقد تباينت أسباب استبعادهم بين قضايا جنائية وأخرى متعلقة بالجنسية، ما دفع الأحزاب المعارضة مثل PPA-CI بقيادة غباغبو وPDCI بقيادة تيجاني تيام، إلى تصعيد احتجاجهم، مطالبين بانتخابات “شاملة وسلمية” دون إقصاء.
رفع المتظاهرون شعارات مطالبين بإعادة إدراج غباغبو وتيام وغيرهم من قادة المعارضة على القائمة الانتخابية استعدادًا لرئاسيات 25 أكتوبر المقبل.
وتركزت الهتافات على رفض الولاية الرابعة للرئيس الحالي الحسن واتارا معتبرين أن الدستور يمنع ذلك، وسط دعوات قوية لفتح حوار سياسي عاجل بين السلطة والمعارضة لضمان مشاركة الجميع في العملية الانتخابية.
واتسمت المسيرة بجو سلمي وحيوي، حيث اندمجت الأغاني الفولكلورية مع هتافات المطالب، وشارك فيها مختلف فئات المجتمع من شباب ونساء وكبار سن رافعين أعلام وصور المرشحين المستبعدين. إلى جانب المطالب السياسية،
وعبّر المحتجون عن استيائهم من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مثل ارتفاع الأسعار ومشاكل القطاع الزراعي، ما جعل المسيرة تتحول إلى منصة للتعبير عن هموم الشعب بشكل عام.
وقد أمّنت السلطات المسيرة، ولم تسجل أعمال عنف كبيرة، لكنها رفضت بشكل غير مباشر مطالب المعارضة بضرورة مراجعة القائمة الانتخابية أو فتح باب الحوار الشامل حتى الآن.
وفي المقابل، أعلنت قيادات المعارضة استمرارهم في الضغط عبر حملات شعبية ونشاطات احتجاجية تصاعدية، من بينها اجتماع جماهيري مرتقب يرأسه لوران غباغبو في ساحة فيغايو بيوبوغون يوم 16 أغسطس 2025.
دلالات الحدث ومستقبل الأزمة
تعكس هذه المسيرة مدى احتقان الساحة السياسية في ساحل العاج، وتوضح أن الانتخابات القادمة لن تكون فقط تنافسًا على السلطة، بل اختبارًا لمتانة النظام الديمقراطي الإيفواري وقدرته على استيعاب الاختلافات السياسية الكبيرة.
ووفقا للبان إذا ما بقي الوضع على حاله، فإن التوتر مرشح للارتفاع في الأشهر القادمة، ما يجعل الدعوة للحوار السياسي ضرورية لتفادي انفجار الأزمة وتكرار سيناريوهات الماضي العنيفة. في النهاية، تمثل احتجاجات أبيدجان عودة قوية للمعارضة إلى الواجهة وصوتًا شعبيًا يطالب بإدماج الجميع في العملية السياسية، في اختبار حقيقي للديمقراطية في البلاد