تكتيك DARVO الأقليات الطائفية وأحفاد القرامطة والمجوس
ما يقوم به المتصدرون من الأقليات الطائفية على مواقع التواصل اليوم في محاولتهم للهروب من تبعات الإبادة التي ارتكبوها بحق السنة في سوريا طوال 55 سنة، هو عمل احترافي منظم، ولا يمكن بأي حال أن يقف خلفه أفراد، وإنما منظمات ودول.
فمنذ سقوط نظامهم يدرك من يتابع الأحداث بشكل واضح أنهم يستخدمون تكتيك شائع في علم النفس السلوكي الإجرامي معروف باسم DARVO. حيث يستخدمه المجرمون ليس للهروب من جرائمهم فقط، بل لتحويل أنفسهم إلى ضحايا، وتحويل ضحاياهم إلى مجرمين!
كيف يتم ذلك؟
يبدأ هذا التكتيك حيث يقوم المجرم بالدفاع عن نفسه وإنكار جرائمه (Deny)، ومن صوره هنا: “نحن ما دخلنا، نحن مو طائفيين، نحن لم نفعل ذلك عمداً، كنا مجبورين، الطائفة كانت مخطوفة من بيت الأسد … إلخ”.
والهدف في هذه المرحلة هو: زرع الشك في عقول الضحية والناس، وكسب الوقت.
المرحلة الثانية: ينتقل فيها المجرم من الدفاع إلى الهجوم (Attack): أي بدل الدفاع عن نفسه، يبدأ المجرم هو بالهجوم على الضحية وينشر شائعات عنها، ومن صوره هنا: “إبادة العلويين – إبادة الدروز- خطف النساء – سوق السبايا … إلخ”.
والهدف من وراء ذلك: إضعاف موقف الضحية أمام الناس حتى تفقد مصداقيتها.
أما أخطر مرحلة وهي الثالثة: فهي قلب الأدوار (Role Reversal) والهدف منها أن يجعل المجرم نفسه الضحية الذي يستحق التعاطف معه، ويجعل الضحية مجرمًا يستحق التنكيل به مرة أخرى. وقد وصلوا اليوم إلى هذه المرحلة بسرعة جنونية، وأفجر مثال على ذلك بالإضافة إلى قتل وتهجير أهل السنة من #السويداء واستدعاء العدو الصهيوني لقصف #دمشق هو اختراع مصطلح “الفاشية السنية”.
تخيلوا يا رعاكم الله أن أهل السنة الذين تعرضوا للاضطهاد والقتل والتهجير مدة 55 سنة ودفعوا أبلغ الأثمان لتحرير #سوريا، طلعوا في نهاية المطاف هم الفاشيون .. والأقليات الطائفية بريئة!!
والحقيقة أن جرائم تلك الأقليات الطائفية ليست غريبة عنهم، ولا مستغربة منهم، فهكذا كان تاريخهم عبر الزمان. ولكن الغريب اليوم أن يخرج من بين أبناء السنة من يتبنى تلك المواقف، ويروّج لها ويدافع عنها، ويساهم في قلب الحقيقة وجعل المجرم ضحيةً، والضحيةُ مجرماً، وهؤلاء هم الأخطر على الإطلاق.
(قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )