تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، حيث أطلقت طهران مئات الصواريخ الباليستية وأكثر من 100 طائرة مسيرة على إسرائيل، ردًا على العملية الإسرائيلية “الأسد الصاعد” التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بما فيها مواقع تخصيب اليورانيوم في نطنز، خنداب، وخرم آباد، بالإضافة إلى أهداف في طهران. الهجوم أسفر عن مقتل اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وعدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، وسط تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين.
أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى، حيث هرع ملايين المواطنين إلى الملاجئ مع دخول الصواريخ الإيرانية المجال الجوي، وسط دوي صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس. أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمرار العمليات العسكرية لحماية “وجود إسرائيل”، مشيرًا إلى استهداف البرنامج النووي الإيراني لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، بعد فشل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران انتهكت التزاماتها النووية. ردًا على ذلك، أعلنت إيران تطوير منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، مما دفع إسرائيل لشن هجوم استباقي. يحذر المحللون من أن إيران قد تتجه لتسريع برنامجها النووي أو الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يزيد مخاطر حرب إقليمية.
أثار الوضع قلقًا دوليًا واسعًا، مع تحذيرات من حرب شاملة. ونفت الولايات المتحدة تورطها المباشر، لكن مصادر تشير إلى تقديمها دعمًا استخباراتيًا لإسرائيل، مع محاولات لتجنب التصعيد. الأمم المتحدة دعت إلى ضبط النفس وخفض التوتر.
مع استمرار الاشتباكات، يتوقع الخبراء أن يؤدي هذا التصعيد إلى تغييرات جذرية في التوازن الإقليمي، مع احتمال تدخل قوى دولية لاحتواء الأزمة. وتظل الأنظار متجهة نحو ردود الفعل القادمة من الطرفين، وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية وإنسانية كبرية.