“الموتُ أمنيةٌ”.. شعر: د. سلطان إبراهيم المهدي
الآن صرتَ مُمكّنًا منصورا
وغرستَ روضا يانعًا وزهورا
الآن أنت بكل قلبٍ نبضةٌ
للعز تحشدُ للجهاد مسيرا
الآن أنت علي الطريق منارةٌ
تهدِي وتبعثُ للقوافلِ نورا
الآن أنت حكايةٌ عربيةٌ
تُزجي من الزمنِ الجميلِ عطورا
تُبقى أقاصيص البطولةِ للورى
تُذكي الكرامةَ دعوةً وشعورا
الآن في صحف المفاخرِ سُطِْرَتْ
ذكراك وامتلأ السجلُّ عبيرا
هتف الرُْبا “بهنيةٍ” وكفاحهِ
والذكرُ أصبح ذائعا منشورا
قد ودعتك الأرضُ تبكي عينها
قلبا تألّق باليقينِ منيرا
هذا المكانُ بكاك يحفظ سجدةً
والدمعُ يهطلُ ساخنا وغزيرا
وهناك في جوف الخنادقِ أدمعٌ
سالت تُودِّعُ فارسا وهصورا
ما زلتَ تحيا في حنايا أمّةٍ
نافحتَ عنها فانتصرتَ كثيرا
يا مدركا لحقيقة الدنيا..أمنتَ//
شراكها ما كبّلتكَ أسيرا
ما غرّرتكَ بوهم أمنيةٍ وما
قد عشتَ فيها خانعا مأسورا
قُدتَ السفينةَ في العُبابِ مجابها
مَوجًا وإعصارا عبرتَ بحورا
وبلغتَ شطّكَ آمنا فاهنأ به
والموتُ جاءك للنجاةِ بشيرا
ما الموتُ إلا خطوة محسوبة
تأتي تمدُّ إلى الحياة جِسُورا
الموتُ في ساح البطولة عزةٌ
يختار أنقى الصامدين ضميرا
الموتُ في درب الرجال هديةٌ
يُهدى بها من كان فيه جَسُورا
الموتُ أمنيةُ المجاهد يرتجي
عيش الخلود به يذوق حبورا
الموتُ من أجل الإله شهادةٌ
تهبُ المناضلَ جنةً وحريرا