أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الموقف التفاوضي الجديد لإسرائيل يطيل أمد حرب غزة، فقد تحوّل نحو الضغط من أجل اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، بالتوازي مع خطط لهجوم جديد في مدينة غزة، يعني أن القتال لن ينتهي قريباً.
وقالت الصحيفة في تقرير لها :على مدار العام الماضي، أصرت إسرائيل بإلحاح على أن تركز مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة فقط على اتفاق مرحلي يبدأ بهدنة مؤقتة يتم خلالها إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل بعض الأسرى الفلسطينيين، على أن يؤجل التوصل إلى اتفاق دائم.
ومع ذلك ، حتى بعدما أعلنت حماس مؤخراً موافقتها على اتفاق مرحلي، غيّرت الحكومة الإسرائيلية مسارها وقالت إنها تريد اتفاقاً شاملاً فقط يحرر جميع الرهائن وينهي الحرب. ولا يزال من غير الواضح كيف أو متى يمكن أن يتحقق ذلك.
وفي الوقت نفسه، قالت إسرائيل إنها ستشن حملة جديدة وواسعة في مدينة غزة لاستئصال مقاتلي حماس، وأن الجيش على وشك استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للتقدم. بشكل اعتبره المراقبون إجراءين يطيلَا الحرب لا أن يقصّاراها.
وقد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال حتى “هزيمة حماس بشكل حاسم” من خلال تجريدها من قدراتها العسكرية والحكومية وإجبارها على نزع سلاحها.
لكن حماس وفقا للصحيفة الأمريكية حتى الآن رفضت الاستسلام ورفضت إلى حد كبير شروط إسرائيل لإنهاء الحرب. ويشكك الخبراء في قدرة إسرائيل على تحقيق ما عجزت عنه خلال 22 شهراً منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، سواء عسكرياً أو عبر التفاوض.
قال توماس ر. نايدس، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل: “نتنياهو عرّف النجاح بشيء غير قابل للتحقق”، مشيراً إلى أن القضاء التام على حماس هدف مستحيل. وأضاف أن النجاح ينبغي أن يُعرّف بما تحقق بالفعل: “أن لا يتكرر 7 أكتوبر مرة أخرى”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على أكثر من 75% من غزة، لكن محللين كثيرين يرون أن مطاردة كل عنصر من حماس واجتثاث الحركة كأيديولوجيا هدف غير قابل للتحقيق.
ويرى نايدس وخبراء آخرون أن الرئيس ترامب وحده من يملك القوة للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب، لكن إدارة ترامب حالياً تدعم خطة نتنياهو الحربية، ويبدو أنها بدلت موقفها من المفاوضات.
قبل شهر تقريباً، قال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للإدارة الأميركية للشرق الأوسط، في اجتماع مع عائلات الرهائن، إن ترامب يريد إطلاق سراح كل الرهائن الأحياء دفعة واحدة.
وتقول إسرائيل إن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. وأضاف: “لا اتفاقات مجزأة؛ فهذا لا ينجح”، مؤكداً أن التفاوض يتجه نحو صيغة “الكل أو لا شيء”. ومنذ ذلك الحين، لم تظهر مؤشرات واضحة على تقدم