الأمة الثقافية

المُستطرَف في كل فنٍ مُستظرَف

جاء في كتاب “المُستطرَف في كل فنٍ مُستظرَف” للأبشيهي:

إذا لم تكنْ لي والزمانُ شرٌ مبرمٌ

فلا خيرَ فيكَ والزمانُ تَراءَى لي/

(بهاء الدين أبو الفتح محمد بن أحمد بن منصور الأبشيهي، كاتب وشاعر مصري من الفيوم، مركز دنشواي، قرية أبشيه، وإليها يُنسب.. توفيَ سنة 1446م)

وحوّلها بديع خيري إلى:

إذا لم تكن لي والزمانُ شُرُم بُرُم

فلا خيرَ فيكَ والزمان تَرلَّلِي/

– شُرُم بُرُم: تعبير عن غدر الزمان والضيق، وهو وصف عربي قديم.. وأصل التعبير:  شـرٌ مُبرم.

والشُرُم: قطع الأرنبة (من الأنف)

والأشرم: مشقوق الشفة أو الأنف أو الأذن.

البُرُم: الذي لا يدخل في القوم في لعبة الميسر، ولا يخرج معهم فيه شيئًا، بسبب الضيق وقلة المال.. (عكس معناها الحالي: فنحن نقول على الفهلوي= واد بُرُم، رغم أن معناها هو الفقير المُعْدَم)

– ترللي: احتار اللغويون في تفسيرها، وقال بعضهم إن أصلها هو (تَراءَى لي) أي أقبل عليّ بالرخاء،

والأرجح أنها مأخوذة من الكلمة الهندية: Tarala، بمعنى عسل النحل، وهذا المعنى قريب من المقصود بترللي في البيت المذكور أعلاه.

يقول الشاعر: إذا أنت تخليت عني في وقت الشدة والحاجة والضيق، فلا حاجة لي بك في وقت الرخاء، أي الصديق وقت الضيق.

وعندما بُشّرَ أحمد شوقي بـ ابنه عليّ قال:

 صار شوقي أبا علي

في الزمانِ الترلَّلِي

وقد قصد شوقي بالزمان الترللي: الزمان البائس والرديء.

وفي العامية نقول: فلان تراللي: أي معتوه، أو مجنون، أو بائس.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى