الأمة الثقافية

“المُلكُ في طَيّ الدَفاتِرْ”.. شعر: المعتمد بن عبّاد

العصر الأندلسي

الملكُ في طيّ الدَفاتِرْ

فَتخلّ عَن قَود العَساكِرْ

طُف بِالسَرير مسلِّماً

واِرجع لِتَوديعِ المَنابِرْ

واِزحَفْ إِلى جَيش المَعا

رِف تَقهَر الحِبرَ المُقامِرْ

واِطعَن بِأَطراف اليَرا

ع نُصرتَ في ثَغر المَحابِرْ

واِضرب بِسكين الدَوا

ة مَكانَ ماضي الحَدّ باتِرْ

أَوَ لَستَ رُسطاليس إِن

ذُكِرَ الفَلاسِفَةُ الأَكابِرْ

وَكَذَلِكَ إِن ذُكر الخَلي

لُ فَأَنتَ نَحويّ وَشاعِرْ

وَأَبو حَنيفَةَ ساقِطٌ

في الرأي حينَ تَكونُ حاضِرْ

من هُرمُسُ من سيبَوي

هِ من ابن فورَك إِن تُناظِرْ

هَذي المَكارِمُ قَد حَوَي

ت فَكُن لِمَن حاباك شاكِرْ

واِقعُد فَإِنَّك طاعِمٌ

كاسٍ وَقُل هَل مِن مُفاخِرْ

فَحُجبتَ وَجهَ رِضايَ عَن

كَ وَكُنتَ قَد تَلقاهُ سافِرْ

أَوَ لَستَ تَذكُرُ وَقتَ لَو

رقة وَقَلبُك ثَمَّ طائِرْ

لا يَستَقِرُّ مَكانَهُ

وَأَبوكَ كالضِرغام خادِرْ

هَلّا اِقتَدَيتَ بِفِعلِهِ

وَأَطَعتَه إِذ ذاكَ آمِرْ

قَد كانَ أَبصَرَ بِالعَوا

قِبِ وَالمَوارِد وَالمَصادِرْ

———————-

المعتمد بن عبَّاد

ثالث وآخر ملوك بني عبَّاد على إشبيلية.

خلف والده في حكم مدينة إشبيلية بالأندلس، ثم وسَّع ملكه ليَضمَّ إليه قرطبة وبلنسية ومرسية ومدناً أخرى كثيرة حتى بات أقوى ملوك الطوائف على الإطلاق. تعملق نفوذ مملكة قشتالة المسيحية في عهده حتى باتت تهدد ملكه، فلجأ إلى استدعاء المرابطين، وخاض معهم معركة الزلاقة ضد قشتالة. إلا إنَّ أمير المرابطين يوسف بن تاشفين انقلب عليه، فهاجم دولته وقضى عليها عام 484 هـ (1091م)، ونفي المعتمد بعد ذلك إلى مدينة أغمات في المغرب، حيث قضى أربع سنواتٍ سجيناً حتى وفاته سنة 488 هـ (1095م).

اشتهر المعتمد ببراعته في الشعر والأدب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى