عقد رموز من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لقاء حواري عبر الإنترنت بعنوان “النظام الإيراني في مأزق، كلما ضعف داخليًا، تشبث أكثر بأذرعه الخارجية”، بحضور عشرات الشخصيات السياسية والإعلامية.
كان الهدف من اللقاء تحليل الأوضاع الراهنة للنظام الإيراني واستراتيجية استمراره في مواجهة الأزمات الداخلية، بالإضافة إلى متابعة سياساته الإقليمية في العراق ولبنان واليمن.
المتحدث الرئيسي كان السيد موسى أفشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو أحد أبرز محللي شؤون النظام الإيراني وسياساته الإقليمية.
كما شارك في اللقاء مهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المتخصص في متابعة سياسات النظام الإيراني في العراق واليمن ولبنان.
خلال اللقاء، تناول المتحدثون عدة محاور شاملة، فيما أغنى المشاركون الحوار بمداخلاتهم وأسئلتهم، ما أتاح رسم صورة واضحة عن الوضع الداخلي للنظام واستراتيجيته الإقليمية.
أوضاع النظام الإيراني وإحتمال تفعيل آلية “الزناد” (Snapback)
سلط موسى أفشار الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها النظام الإيراني بسبب إمكانية تفعيل آلية “الزناد” من قبل ثلاث دول أوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي للنظام بحلول نهاية أغسطس 2025.
أوضح أفشار أن وزير خارجية النظام قد صرح بأن تفعيل الزناد سيكون “أمرًا سيئًا”، وسيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات على الأسلحة ودخوله ضمن الفصل السابع كتهديد للأمن والسلم الدوليين، ما يخلق تبعات قانونية وسياسية واستراتيجية جسيمة للنظام.

وأشار أفشار إلى الانقسام داخل النظام، حيث يرى بعض المسؤولين أن إعادة فرض العقوبات ستؤدي إلى “خنق” النظام ويجب التفاوض، بينما يرفض آخرون أي تفاوض. كما أشار إلى تهديد بعض المسؤولين الأوروبيين بصواريخ يمكن أن تصل إلى القارة الأوروبية.
في السياق الداخلي، أضاف أن النظام يواجه خطر الانتفاضات الشعبية بسبب الأزمات المتفاقمة في المياه والكهرباء والغاز والتضخم، موضحًا أن الرئيس الإيراني أعلن أن “كل شيء قسري”، وأن النظام يفتقر لأي حلول سوى القمع والاعدامات، حيث أعدم 93 شخصًا في الأسبوعين الأخيرين فقط، ما يزيد الوضع الاجتماعي انفجارًا.
على الرغم من هذه الظروف الأمنية الصعبة، نفذت وحدات الانتفاضة خلال الأسبوع الماضي عمليات حرق لمراكز الحرس والميليشيات ومراكز القمع التابعة للنظام، بما في ذلك في محافظة سيستان وبلوشستان.
سياسة واستراتيجية النظام الإيراني في المنطقة
أكد أفشار أن خامنئي يسعى لإبقاء أذرعه الإقليمية قوية كوسيلة للحفاظ على نظامه، مشددًا على أهمية منع نزع سلاح حزب الله ومنع حل الحشد الشعبي في العراق.
استشهد أفشار بتصريحات الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي، وزير الاستخبارات السابق للنظام، الذي أكد أن “خسارتنا لسوريا ونزع سلاح حزب الله سيشكل تهديدًا كبيرًا”، ما يعكس حرص النظام على الحفاظ على نفوذه الإقليمي.
زيارة لاريجاني إلى العراق وأهدافها
تناول مهدي عقبائي زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الذي عينه خامنئي، إلى العراق الأسبوع الماضي، موضحًا أن هدف الزيارة هو إعادة ترتيب العلاقات مع الحشد الشعبي والأحزاب الموالية للنظام لضمان بقاء نفوذ إيران في العراق، وتأمين المساعدة الاستخباراتية والعسكرية، وفتح الحدود أمام أنشطة النظام المختلفة، بالإضافة إلى محاولة توحيد الميليشيات الموالية للنظام استعدادًا للانتخابات المقبلة.
كشف عقبائي أن النظام سعى لاستغلال مراسم الأربعين الدينية في العراق لإضفاء شرعية على وجوده، رغم رفض الشعب العراقي والدعوات الواضحة من المسؤولين الأمريكيين للحد من نفوذ إيران.

وفي نفس السياق عاد أفشار للقول إن حزب الله يبقى أهم أداة عسكرية للنظام، مشددًا على أن نزع سلاحه يمثل تهديدًا وجوديًا لأمن النظام الإيراني.
وأشار إلى أن الحرس الثوري يسعى لمنع تنفيذ خطة نزع السلاح عبر الضغوط السياسية والإعلامية والترهيب، بما في ذلك استئجار عصابات إجرامية، واستهداف بعض المراكز الأجنبية والعربية، وحتى احتمال استهداف قيادات الجيش السوري في حال تعاونت الحكومة السورية الجديدة.
وأشار أفشار إلى تقلص الدعم المالي لحزب الله نتيجة الأزمات الاقتصادية في إيران وسوريا، مع التأكيد على أن النظام يحاول إيجاد طرق بديلة لتحويل الأموال للحزب عبر لبنان.
كما شدد على أن المعادلات الإقليمية تغيرت، وأن نفوذ النظام في لبنان لم يعد كما كان، مع مواقف حاسمة من الحكومة اللبنانية ضد تدخلاته.
اليمن والوكيل منخفض التكلفة وعالي المنفعة
أوضح عقبائي أن دعم النظام للحوثيين في اليمن يمثل “جبهة منخفضة التكلفة وعالية المنفعة”، حيث يخضع الحوثيون بالكامل للحرس الثوري وتدار مناطقهم وفق احتياجات النظام العسكرية.
وأشار إلى أن إيران أرسلت مؤخرًا حوالي 750 طنًا من الأسلحة والصواريخ إلى الحوثيين، مؤكدًا أن الحل يكمن في دعم الحكومة اليمنية الشرعية لإيقاف توسع نفوذ النظام في المنطقة.
في ختام اللقاء، شدد أفشار على أن كلما ضعف النظام داخليًا، زاد اعتماده على وكلائه الإقليميين. وأكد أن الحل الأساسي لمواجهة مخططات النظام يكمن في إسقاطه عبر الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، مع كشف برامجه ومخططاته في المنطقة، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وحل الحشد الشعبي لمنع النظام من استغلالهم.
وأشار إلى أن حزب الله لم يقم سوى بخدمة إيران وقمع الشعوب في لبنان وسوريا، وأن نزع سلاحه سيمثل قطعًا ليد إيران الملطختين بالدماء في المنطقة.