تقاريرسلايدر

النظام الإيراني يفشل في محاكمة سفاح مجزرة عام 1988

الفشل الفاضح لنظام الملالي خلال محاكمة سفاح مجزرة عام 1988 في المحكمة السويدية واحباط المؤامرة “المتعددة الأوجه” وارتداد نتائجها على وزارة المخابرات والمرتزقة أضفى إلى تأييد الحكم على نوري بالسجن المؤبد ووضع الأساس لمحاكمة المسؤولين الرئيسيين للمجزرة، بمن فيهم رئيسي وخامنئي، بالإضافة إلى إيضاح العديد من الحقائق، كل منها يستحق النظر.

ومن بينها المشهد الذي أصر فيه السفاح حميد نوري على عدم ذكر اسم “منظمة مجاهدي خلق” واستخدام كلمة “الطائفة” أو “المنافقين” بدلا منه. وعندما حذره رئيس المحكمة بلطف قائلاً: “بما أن هذا هو التنظيم الذي تدور حوله هذه القضية، فهو في الواقع التنظيم المذكور في لائحة الاتهام والمسمى باختصار بالمجاهدين”؛ صرخ السفاح نوري، الذي لم يرغب في ذكر اسم المجاهدين:

“إذا ذكرتُ اسم منظمة مجاهدي خلق فسوف يعتقلونني بمجرد دخولي إيران. حتى أثناء استجوابي، قلت عدة مرات منظمة مجاهدي خلق، والآن أشعر بالخوف. لقد ذكرتُ اسم هذه المنظمة مرة واحدة، وأنا حزين منذ ذلك اليوم. أنا متأكد من أنه بمجرد وصولي إلى إيران، بدلاً من الترحيب بي، سيعتقلونني أولاً، ليس لدي أدنى شك”.

إن خوف هذا الجلاد وغيرهم من السفاحين في مجزرة 1988 أو خميني وخامنئي من اسم مجاهدي خلق أمر مفهوم تماما، وهذا الخوف هو الذي جعل اسم مجاهدي خلق “الاسم الأكثر احمرارا” في إيران. الاسم الدموي الذي هو خط أحمر للنظام مع الحكومات والأطراف الخارجية، وقد أعلنه مسؤولو النظام مرات عديدة أو صرحوا به لجهات خارجية في اجتماعاتهم، وأفصحوا عن ذلك إعلامياً بأنهم حددوا لهم كشرط للعلاقات والصفقات والتعامل معهم في مجال النفط والغاز وأي تنازلات، بأن عليهم الابتعاد عن مجاهدي خلق وتقييدهم والضغط عليهم. كما أن النظام اشترط منح التأشيرات للصحفيين الأجانب والسفر إلى إيران بمراعاة نفس الخط الأحمر. وفي مجال السياسة الداخلية وبالنسبة لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية والأحزاب السياسية الإيرانية، رسم نظام الملالي الخط الأحمر لـ”مجاهدي خلق” والابتعاد عنهم بطرق مختلفة.

إن أي شخص تابع أربعة عقود من المواجهة العنيدة لمجاهدي خلق مع الاستبداد الديني قد وجد دليلا واضحا إلى حد ما على الحقائق المذكورة أعلاه. لكن ما يلفت النظر في صرخات حميد نوري في المحكمة السويدية هو الصورة التي يعطيها عن شدة خوف النظام من المنظمة في الوقت الحالي. وهي صورة يحاول النظام إخفاءها وإنكارها عبر خبرائه وأزلامه المندسن في الخارج بتحليلات واستطلاعات مدبرة، لكنه في المقابل يعترف بها في سلوكه داخل إيران. ومن بينها، الإنتاجات السينمائية والمسلسلات التلفزيونية الباهظة الثمن، والإعداد لمحاكمة صورية لمجاهدي خلق بعد أربعة عقود من المجازر والإعدامات.

وفي أغسطس من الشهر الماضي، نظمت وكالة الأنباء الرسمية للنظام (إيرنا-3 أغسطس) حلقة نقاش وطرحت الأسئلة التالية: “ما سبب أهمية منظمة مجاهدي خلق خلق؟” و”ما الذي يبقيها على قيد الحياة؟” رداً على هذه الأسئلة، قدم الخبراء الأمنيون ومنظرو النظام إجابات تستحق التأمل.

وقال أحدهم: “قضية مجاهدي خلق هي قضيتنا الحالية وليست مجرد قضية تاريخية”. وتوقع آخر أن “التاريخ سيعيد نفسه ومن المحتمل أن يعود مجاهدو خلق”. وأكد الثالث: “قضيتنا الأساسية في البلاد هي مجاهدي خلق”.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى