النيجر.. الاختبار الأصعب لـ«إيكواس» وخلاف حول تدخل «فاغنر» المحتمل
الأمة ووكالات
الغرب قبل الأفارقة يترقبون ردة فعل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، حال انقضت المهلة التي أعطوها لانقلابيي النيجر، والمقرر لها غدًا الأحد.
فهل تتدخل “إيكواس” عسكريًا؛ بالرغم من عدم وجود أي مؤشرات على ذلك؟
وفي المقابل ماذا سيكون ردة فعل المنقلبين على الرئيس المحتجز، محمد بازوم؟ وهل حقًا ستستعين بقوات “فاغنر” الروسية؟!
آراء المحللين
يرى المحلل والخبير في الشؤون الإفريقية، محمد تورشينن، أن “فاغنر” على استعداد للتدخل في النيجر، مشيرا إلى أن ذلك قد يزيد من تعقيد الوضع.
وأوضح تورشين، أن احتمالية توسع دائرة التوتر إلى بلدان أخرى وارد جدًا، لافتا إلى إعلان باماكو، وواغادوغو، اللذان عبرا صراحة عن استعدادهما التدخل عسكريا في أي لحظة.
ويرى المتخصص في الشؤون الافريقية، أن هناك فرصا حقيقة لأن تتدخل المجموعة الروسية في النزاع الدائر في النيجر، والدول المناوئة للانقلاب، ويقول: “إذا تدخلت إيكواس فعلا، فسنرى تدخلا لفاغنر أيضا” ثم أردف “حتى مالي وبوركينافاسو وبدرجة أقل غينيا كوناكري سينضمون إلى الصراع”.
ولفت الرجل إلى التواجد الكبير لمجموعة “فاغنر” في مالي القريبة جدا من النيجر، وهو معطى يؤشر على إمكانية تدخل عناصرها بشكل سريعة، في إشارة إلى السهولة اللوجستية التي تتمتع بها المجموعة، وسرعة تنقلها عبر الحدود.
وشدد على أن هذا العامل وراء تمسك دول كثيرة بالحوار مع الانقلابيين، ورفض فكرة المواجهة العسكرية “التي إذا اندلعت فستكون لها عواقب وخيمة على أكثر من دولة”.
ثم أكد على ضرورة التمسك بالدبلوماسية، لتلافي الآثار المدمرة لأي حرب قد تشتعل في أفريقيا، وخص بالذكر الدول الغربية المتمسكة بالديمقراطية على رأسها الولايات المتحدة.
يُشدّد تورشين، على الدول الغربية المتمسكة بالشرعية ألا تنقاد للحرب وحتى دول إيكواس، لأن ذلك سيفجر المنطقة أكثر.
وهذا ما يعضده ما ذكرته وكالة أسوشيتدبرس، عن الصحفي وسيم نصر، المهتم بالحركات المتطرفة، والباحث في مركز “صوفان” الاستشاري للشؤون الأمنية، فإن مودي، التقى بقيادي في “فاغنر” بمالي.
وتُقدّم “فاغنر” مجموعة خدمات للأنظمة التي تواجه صعوبات في إفريقيا، لا سيما، مالي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تقوم بحماية السلطة القائمة وتعرض تدريبات عسكرية أو حتى نصائح قانونية لإعادة صياغة الدستور.
في المقابل، تتقاضى المجموعة، أجرها، من الموارد المحلية، خصوصا مناجم الذهب والمعادن الأخرى.
مجموعة فاغنر في إفريقيا
مجموعة فاغنر لا تزال نشطة في إفريقيا، واتهمت بالضلوع في عدة انتهاكات.
والشهر الماضي، شددت لندن على أنّها “لا تزال قلقة للغاية بشأن دور فاغنر المزعزع للاستقرار في المنطقة”.
وفي مالي، أشارت وزارة الخارجية إلى “مذبحة بحق ما لا يقل عن 500 شخص في مورا في مارس 2022، مع إعدامات تعسفية بالإضافة إلى اغتصاب وتعذيب”.
وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، اتُهمت فاغنر “باستهداف المدنيين عمداً”. وفي السودان، “قدّمت أسلحة ومعدّات عسكرية”.
الموقف الروسي
بعد تمرد مجموعة “فاغنر”، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مستقبلها في أفريقيا سيكون رهنا فقط ب”الدول المعنية”.
ورأت موسكو، الجمعة، أن التدخل الأجنبي لن يسمح بحل الأزمة.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “من غير المرجح أن يسمح تدخل قوات من خارج المنطقة بتحسن الوضع” داعيا في الوقت ذاته إلى “العودة سريعا إلى النظام الدستوري”.
جدير بالذكر أن، باريس تنشر 1500 جندي وواشنطن 1100عسكري في النيجر، بينما لدى فاغنر مئات الجنود في مالي المجاورة.