في ظل الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الهندية، اتجهت نيودلهي نحو تعزيز علاقاتها مع كل من الصين وروسيا في مجالي التجارة والطاقة والدفاع، في خطوة وصفها خبراء بأنها تحمل فرصًا استراتيجية للهند وتمنحها مساحة أكبر من الاستقلالية.
فقد استقبل رئيس الوزراء ناريندرا مودي وزير الخارجية الصيني وانغ يي في نيودلهي، حيث اتفق الجانبان على استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وتسهيل التبادلات التجارية والثقافية، إلى جانب إعادة إصدار التأشيرات للصحفيين والسياح. وأكد مودي أن العلاقات مع بكين تحقق “تقدمًا مطردًا” قائمًا على احترام المصالح المتبادلة.
ويأتي هذا التقارب في أعقاب فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 50% على السلع الهندية، بينها 25% عقوبة على شراء الهند للنفط الروسي، الأمر الذي اعتبرته نيودلهي “غير مبرر” وتعهدت بالتصدي له.
بالتوازي، أجرى وزير الخارجية الهندي س. جايشانكار زيارة إلى موسكو استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها نظيره الروسي سيرجي لافروف، حيث اتفق الطرفان على تعزيز التجارة الثنائية وزيادة الصادرات الهندية إلى روسيا، خاصة في مجالات الأدوية والزراعة والمنسوجات.
ويرى محللون أن الرسوم الأمريكية عجّلت بجهود الهند لإعادة ضبط علاقاتها مع موسكو وبكين، حيث قال الخبير هارش في. بانت إن خطوات ترامب “خلقت مشاعر معادية لأمريكا في الهند”.
فيما اعتبر الخبير موان جوروسوامي أن هذه التحركات تمنح نيودلهي “استقلالًا استراتيجيًا” يحميها من كلفة الارتباط بواشنطن.
من جانبه، أكد المحلل السياسي بهارات كارناد أن التوتر مع واشنطن يمثل فرصة للهند للانخراط في جهود إزالة الدولرة التي يقودها منتدى بريكس، مشددًا على أن “الوقت مناسب لتبني نظام تجاري أكثر استقلالية ومرونة يخدم المصالح الوطنية”.