ارتفعت أعمال الشغب الطائفية في الهند بشكل حاد في عام 2024، حيث تم الإبلاغ عن 59 حادثة، بزيادة بنسبة 84٪ عن 32 في العام السابق، وفقًا لتقرير صادر عن مركز دراسة المجتمع والعلمانية ، وهي منظمة بحثية تركز على تعزيز العلمانية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في الهند.
وذكرت كشمير للخدمات الإعلامية أن ولاية ماهاراشترا برزت كمركز لهذه الاشتباكات، حيث سجلت 12 حادثة، تليها ولاية أوتار براديش وبيهار، بسبعة حوادث لكل منهما.
ويسلط التقرير، الذي أعده مدير مركز الدراسات الاجتماعية والإنسانية عرفان إنجينير، الضوء على اتجاهات مثيرة للقلق في العنف الطائفي، استناداً إلى التغطية الإخبارية من الصحف الهندية البارزة.
كما سجلت ولاية ماهاراشترا أعلى عدد من حوادث الإعدام الجماعي، حيث تم تسجيل ثلاث حالات من إجمالي 12 حالة على مستوى البلاد. وأدت هذه الحوادث إلى مقتل 10 أشخاص – ثمانية مسلمين وهندوسي ومسيحي واحد.
يكشف تقرير مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية أن معظم أعمال الشغب الطائفية في عام 2024 اندلعت خلال المهرجانات أو المواكب الدينية، بما في ذلك أحداث مثل مهرجان بران براتيشثان في معبد أيوديا رام ماندير، واحتفالات غمر ساراسواتي بوجا، ومهرجانات غانيشا، وعيد بكري.
وقد أودت هذه الحوادث بحياة 13 شخصًا، منهم 10 من المسلمين، مما يؤكد كيف يتم استغلال المناسبات الدينية بشكل متزايد لإثارة التوترات وتعبئة الدعم السياسي.
وفيما يتصل بحوادث الإعدام الجماعي في عام 2024، فإن استمرار هذا العنف لا يزال مثيرا للقلق. فقد ارتبطت ست حالات بحراس الأبقار، وارتبطت حالات إعدام أخرى باتهامات بالعلاقات بين أتباع الديانات المختلفة والاعتداءات المستهدفة على المسلمين.
كما أفادت ولايات مثل تشاتيسجار، وغوجارات، وهاريانا، وأوتار براديش، وكارناتاكا بحوادث إعدام جماعي.
ويلقي التقرير الضوء على مأسسة العنف الطائفي في عام 2024. وتشير الهجمات على أماكن العبادة، والدعوات لإجراء مسوحات أثرية للمساجد والأضرحة التاريخية، وتعديلات القوانين مثل قانون مجلس الأوقاف وإدخال القانون المدني الموحد في أوتاراخاند، إلى جهد منظم لإعادة تشكيل المشهد الاجتماعي والسياسي في الهند.
لقد أصبح استخدام الجرافات لهدم الممتلكات المملوكة للمسلمين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة رمزاً لـ “العقاب الجماعي”، والذي يستهدف المجتمع بشكل خاص حتى عندما يكون ضحايا أعمال شغب طائفية.
وتزامن ارتفاع وتيرة أعمال الشغب مع الانتخابات العامة في الهند في أبريل ومايو 2024 وانتخابات الجمعية التشريعية في ولايات ماهاراشترا وجارخاند وهاريانا. وتشير لجنة الخدمات الاجتماعية في الهند أيضا إلى أن التدخلات القضائية، وخاصة في الحالات التي أصبح فيها الهندوس ضحايا، ساهمت في انخفاض طفيف في حالات الإعدام بدون محاكمة.
ويحذر تقرير مركز الدراسات الاجتماعية من تصاعد العنف الطائفي وتأثيره على الروح العلمانية في الهند. ويهدد تصاعد أعمال الشغب، إلى جانب التغيرات النظامية والعنف المستهدف، الهوية الثقافية المركبة للبلاد، الأمر الذي يتطلب اهتماما عاجلا وتحركا من جانب جميع أصحاب المصلحة.