في عمل مقزز من أعمال اليقظة الدينية، تم تجريد العمال المسلمين في ولاية أوتار براديش في الهند من ملابسهم وإذلالهم لإثبات دينهم من قبل أتباع رجل دين هندوسي مثير للجدل، سوامي ياشفير ماهاراج.
وبحسب وكالة كشمير للإعلام، فإن المداهمات المستهدفة -التي قادها رجال يرتدون ملابس زعفرانية ومرتبطون بسوامي ياشفير ماهاراج- شهدت إجبار موظفي الفنادق والمطاعم على طول طريق كانوار ياترا على خلع ملابسهم في الأماكن العامة، مما أثار الغضب والإدانة إزاء مناخ الكراهية والإفلات من العقاب في الهند.
في صدى مُرعب لرقابة أخلاقية من قِبل جماعات أهلية، زُعم أن عمال الفنادق والمطاعم على طول طريق الحج خضعوا لـ«فحوصات دينية» مُهينة خلال الأسبوع الماضي. ويؤكد العديد من شهود العيان وتقارير وسائل الإعلام المحلية أن الموظفين -ومعظمهم من الذكور- أُجبروا على خلع سراويلهم «لإثبات» دينهم من قِبل أتباع سوامي ياشفير مهراج، وهو عرافة مثير للجدل ارتبط اسمه بأعمال سابقة من أعمال أهلية عامة.
وقعت الحوادث على طول الطريق السريع NH-58، وهو شريان رئيسي لحجاج كانوار المتجهين إلى هاريدوار. ووردت أنباء عن اقتحام رجال يرتدون ملابس زعفرانية، ينتمون إلى منظمة “بهاراتيا ساناتان سوراكشا دال” التابعة لياشفير مهراج، وهي منظمة غير منظمة، ومعروفة بحملاتها العدوانية ضد الأغلبية.
وقد ظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت -تم حذف العديد منها أو إزالتها بسبب محتواها الصارخ- تظهر عمالاً خائفين محاطين بمجموعات من الرجال، الذين يطالبونهم بخلع سراويلهم لإثبات أنهم مختونون ــ وهو اختبار بدائي وتطفلي يتم مقارنته زوراً بتحديد هوية المسلمين.
تحدث عامل مسلم في إحدى هذه المراكز، شريطة عدم الكشف عن مكانه لأسباب أمنية، إلى مراسل صحفي. قال بصوت مرتجف: جاءوا باسم الياترا، لكنهم كانوا يهتفون: ‘اطردوا المسلمين’. ثم طلبوا تفتيشنا.
أجبرونا على خلع ملابسنا. قالوا إن كنا مسلمين، فنحن غير مؤهلين لتقديم الطعام للكانوارياس.
قال موظف آخر في فندق على الطريق السريع إنه تعرض للصفع والتهديد بالجلد العلني عندما رفض الامتثال.
وأضاف: كانوا يبثون الحدث بأكمله مباشرةً. بالنسبة لهم، كان هذا استعراضًا للقوة. أما بالنسبة لنا، فكان إذلالًا.
تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن سبعة حوادث مماثلة في مواقع مختلفة في منطقتي خاتولي وبوركازي في مظفر نجار في الأيام الخمسة الماضية.
سوامي ياشفير مهراج، الذي يرأس مدرسة رياضية محلية بالقرب من بوبّا، ليس غريبًا على الجدل. اشتهر بخطاباته التحريضية ومقاطع الفيديو التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يحذر فيها من «جهاد الحب» و«التغلغل الإسلامي»، وكان قد دعا سابقًا إلى حملة «تطهير ممر كانوار» خلال خطبة ألقاها الشهر الماضي.
أدان رئيس مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند، أسد الدين عويسي، هذه الحوادث، واصفًا إياها بـ”إهانة طالبان على الأراضي الهندية”.
وفي منشور على X (تويتر سابقًا)، كتب:
تجريد الرجال من ملابسهم لإثبات أن دينهم ليس هندوسيًا. إنها فاشية مكشوفة. أين الحكومة؟ أين الدستور؟
وذكرت التقارير أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان طلبت من السلطات المحلية تقريرا أوليا لتقصي الحقائق، على الرغم من عدم تحديد جدول زمني لذلك.
هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها التنميط الديني خلال رحلات الحج الهندوسية الجماعية. ففي عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣، وردت عدة تقارير عن إبعاد بائعين مسلمين قسرًا من أمام المعابد خلال المهرجانات الهندوسية في ماديا براديش وأوتاراخاند.
ما يميز هذه الحادثة هو الانتهاك الشخصي المحض والعنف الرمزي الناتج عن إجبارهم على خلع ملابسهم – وهو ما يُعيد إلى الأذهان فصولًا مظلمة من التاريخ.