الهيثم زعفان يكتب: إلى أهلنا في غزة
يا أهلنا وإخواننا في غزة يقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} – سورة البقرة: الآية (٢١٤).
يقول الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية:
(يخبر تبارك وتعالى أنه لابد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء والمشقة كما فعل بمن قبلهم، فهي سنته الجارية، التي لا تتغير ولا تتبدل، أن من قام بدينه وشرعه لابد أن يبتليه، فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم {مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ} أي: الفقر {وَالضَّرَّاءُ} أي: الأمراض في أبدانهم {وَزُلْزِلُوا} بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل والنفي وأخذ الأموال وقتل الأحبة وأنواع المضار حتى وصلت بهم الحال وآل بهم الزلزال إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به. ولشدة الأمر وضيقه قال {الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ}. فلما كان الفرج عند الشدة، وكلما ضاق الأمر اتسع، قال تعالى: {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}؛ فهكذا كل من قام بالحق فإنه يمتحن، فكلما اشتدت عليه وصعبت، إذا صابر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة، والمشقات راحات، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء وشفاء ما في قلبه من الداء).
فأبشروا يا أهل غزة؛
إن شاء الله ستنتصرون وستقضون على آخر جندي يحاربكم على أرضكم -صهيوني وغير صهيوني-، وستغتنمون أسلحتهم، وسينهدم الكيان الصهيوني، وسيشتت اليهود في الأرض، وستستردون أرضكم وخيراتكم، وسترثون أموال عدوكم، وستصلون في الأقصى قريباً جداً بإذن الله، فاصبروا واحتسبوا وقاتلوا بقوة واحتراف وأوجعوهم واجعلوا هدفكم الآني القضاء التام على كل قواتهم بغزة، وأبشروا فنحن على يقين بنصر الله، ثبتكم الله ولطف بكم وأمدكم بمدده وجنوده وملائكته، وسدد الله رميكم وقذف الرعب في قلوب كل الأعداء، وأنعم الله عليكم بنصره وجنته.