الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

الهيثم زعفان يكتب: مصر واقتراح مؤتمر دولي لإغاثة غزة

أعلم يقيناً أن قرار إلغاء مصر لمعاهدة كامب ديفيد في هذا التوقيت، وما سيتبعه من إجراءات عسكرية على كامل الحدود المصرية الشرقية سيكون له الأثر الأكبر في ردع العدو الصهيوني– المهتز والمفضوح في العمليات العسكرية على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة- ومن ثم سينعكس على العمليات الإغاثية لغزة الجريحة إنسانياً الصلبة معنوياً، لكن حتى نصل لهذه النقطة الفاصلة فإنني أقترح على الدولة المصرية تنظيم “مؤتمر دولي للإغاثة الإنسانية لأجل غزة” بحيث تقوم مصر بدعوة كافة المنظمات الإغاثية الدولية في كل دول العالم من أمريكا لأستراليا والعاملة في مجال الإغاثة عبر الحدود في أوقات الأزمات والنكبات والحروب، وهي بالآلاف ولها خبرات ممتدة وإمكانات إغاثية متقدمة، تقوم الدولة المصرية بدعوتهم لحضور هذا المؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة؛  مستهدفة من هذا المؤتمر عدة أمور؛ منها:

 أولاً …. تقدير الموقف الإغاثي في غزة بصورة علمية وعملية وجمعية ورؤية كلية مبنية على خبرات كافة خبراء المنظمات الإغاثية الدولية.

 ثانياً …. الاستفادة القصوى من كافة الخبرات الإغاثية الدولية بما يسرع من عمليات الإغاثة داخل قطاع غزة، مع تنسيق وترتيب كافة الجهود الإغاثية الدولية للمنظمات الإغاثية الدولية الراغبة في الانضمام لعمليات إغاثة غزة.

 ثالثاً …. تكوين «مظلة إغاثية دولية» تضم كافة المنظمات العالمية الممثلة لكافة دول العالم والتي ستساهم بأي جهد إغاثي لصالح غزة بحيث تكون مصر ممثلة في: «منظمة الهلال الأحمر المصري» هي الحاضنة لتلك المظلة الإغاثية الدولية، والمنسقة فيما بين أعضائها خلال تواجدهم في جمهورية مصر العربية، والميسرة للتحركات المؤسسية إلى قطاع غزة، وغير ذلك من الأدوار اللوجستية التي تستهدف تجويد العمل الإغاثي، وتحقيق أقصى درجات الاستفادة الإغاثية لأهل غزة على أرض غزة.

 رابعاً …. العصف الذهني لكبار خبراء الإغاثة الدولية لدراسة صعوبات عمليات الإغاثة داخل قطاع غزة، واقتراح الحلول المناسبة للتعامل مع مثل تلك الحالات، مع وضع الخطط الإغاثية الدقيقة لكافة مسارات الاحتياجات الإغاثية في قطاع غزة؛ إضافة إلى تباحث آليات بناء المسارات الآمنة في مثل تلك الحالات الحربية.

 خامساً …. توحيد الرأي العام الإغاثي الدولي تجاه الوضع الكارثي في قطاع غزة ومن ثم الخروج بوثيقة دولية وليكن اسمها «وثيقة غزة الإغاثية» توقع عليها كافة المنظمات الحاضرة لمؤتمر القاهرة، وتكون تلك الوثيقة الإغاثية هي المرجعية الدولية للتعامل الإغاثي والإنساني مع غزة في ظل تداعيات المجازر الصهيونية الوحشية المستمرة في قطاع غزة.

 المؤتمر ينبغي أن يكون عاجلاً وفي الوقت ذاته يعد له باحتراف شديد ومسح دقيق وشامل لقاعدة بيانات المنظمات الإغاثية الدولية، ومراعاة أن تكون الدعوات على أوسع نطاق وتغطي كل دول العالم، على أن تعد الجهة المنظمة للمؤتمر مجموعة من التقارير الإحصائية والميدانية المصورة والتي من خلالها يتم تقدير الموقف الإغاثي لغزة بدقة بالغة، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتغطية الإعلامية العالمية للمؤتمر بمعظم لغات العالم؛ ومن المهم أيضاً أن ترتب زيارة للوفود الممثلة لمنظمات الإغاثة الدولية إلى معبر رفح، ولقاء المصابين بمستشفيات العريش لوقوف الوفود ميدانياً على الوضع الإغاثي الراهن؛ ومن ثم تكتمل لديهم الصورة الإغاثية التي ستساهم في اتخاذ قراراتهم الإغاثية وتحديد موقفهم من المشاركة في إغاثة قطاع غزة بدقة بالغة.

Please follow and like us:
الهيثم زعفان
كاتب وباحث متخصص في القضايا الاجتماعية والاستراتيجية؛ رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية، مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب