الهيثم زعفان يكتب: مصر وغزة والمطالب الإغاثية العاجلة
نحن الآن في مفترق طرق أمام مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية والتاريخية، لم نقصر يوماً في حق القضية الفلسطينية، فهي قضية أمة.
ونحن نعي جيداً معنى كلمة حرب، ومشهود للجندي المصري بسالته وشجاعته القتالية على مدار التاريخ؛ فنحن لا نهاب القتال مهما كانت قوة العدو، انتصرنا بفضل الله وحده على الكيان الصهيوني في السادس من أكتوبر ١٩٧٣م وكان مدعوماً من أمريكا وأوروبا وهم حينها- أمريكا وأوروبا- أضعاف قوتهم الحالية المهتزة، ولولا مذبحة الصاعقة والهليكوبتر لأبيد الصهاينة وقتها من على وجه الأرض.
لذا؛ فنحن الآن مطالبون بفتح الجسور الإغاثية مع فلسطين، ومد غزة بكل مستلزمات الإغاثة سواء المصرية أو الدولية. مما نخشى أو نحذر؟!!! أي تجاوز ينبغي أن يقابل بردع حازم، ثم فسخ معاهدة كامب ديفيد، ثم نشر القوات المسلحة المصرية على كامل الحدود الشرقية؛ أتساءل: إذا اتسعت رقعة الحرب، ودخلت أطراف دولية في قلب المعركة، وكتب علينا القتال، هل سيكون لمعاهدة كامب ديفيد أي اعتبار حينها؟ أم أن شراسة القتال وبسالة الجندي المصري ستكون هي عنوان المعركة؟.
إن الشعب المصري ومعه الشعوب العربية والإسلامية يتوقون لقتال العدو، فأقل مساهمة الآن هي فتح حملات الإغاثة والتبرعات العينية والمادية والتبرع بالدم والأجهزة الطبية، واستقبال كافة الإغاثات الدولية وتأمين وصولها من مصر إلى قلب غزة تأميناً محكماً مشرفاً.
أيها الفضلاء الكرام هذه مطالب شرعية وأخلاقية عاجلة، وكل دقيقة تمر دون تحقيقها أخشى علينا من غضب الله سبحانه وتعالى.