تشهد مالي حالة من التوتر والتصعيد على المستوى العسكري والأمني، خاصة مع الانتقال من الاعتماد على قوات “فاجنر” إلى “فيلق أفريقيا الروسي” وهو تحول يعد استمرارا للوجود العسكري الروسي في البلاد تحت مظلة اكثر رسمية،
حيث بات الفيلق الروسي تابعا لوزارة الدفاع الروسية بشكل مباشر، وقد تعرض هذا الفيلق الذي بدأ نشاطه رسميا في مالي بعد مغادرة”فاغنر” لخسائر فادحة في الأيام الأخيرة.
في صباح يوم السبت 14 يونيو حزيران 2025 تحطمت طائرة عسكرية من طراز SU-24M بالقرب من مهبط قاعدة “غاو” شمال مالي وفقًا للبيان الرسمي للقوات المسلحة المالية الذي ذكر أن الطائرة هبطت اضطراريا في نهر النيجر، وأدت الحادثة إلى “أضرار جسيمة.

وتعد هذه الطائرة بحسب الباحث المتخصص في الشئون افريقيا سلطان البان من أحدث وأقوى الطائرات في الأسطول الجوي الروسي المالي إذ دخلت الخدمة قبل شهرين فقط من الآن، وتتميز بقدرة هجومية عالية وسرعة تفوق نظراتها،
وفقا لتغريدة الباحث الموريتاني :لم تعرف بعد ملابسات تحطمها بشكل رسمي إلا أن الجيش المالي أشار في البيان المذكور إلى أن تدهورا مفاجئا للأحوال الجوية مع عاصفة رملية قوية تسبب في وقوع الحادث بينما أكدت جبهة تحرير أزواد أن مسلحيها أسقطوا الطائرة خلال قيامها بعمليات تناوب فاشلة.
تأتي هذه التطورات في سياق صعب للقوات المالية والفيلق الروسي حيث فقدت مالي بالفعل طائرتين أخريين منذ بداية العام آخرها طائرة مسيرة “بايكر أنكنسي” التي أسقطتها الدفاعات الجوية الجزائرية قرب الحدود بينهما مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين
كما أن الأسطول الجوي المالي بحسب البان بات يعتمد بشكل أساسي على عدد محدود من طائرات L-39 ألباتروس بعد فقدان طايرتي سوخوي SU-24M و SU-25M التي تمت شراؤها عام 2022

وفي اليوم السابق للحادث تعرضت قافلة لوجستية بقيادة القوات المسلحة المالية المدعومة من طرف الفيلق الروسي لكمين من قبل جبهة تحرير أزواد الذين استخدموا طائرات مسيرة انتحارية وأكدوا تدمير 21 مركبة وقتل عشرات الجنود من الطرفين بينما نفت القوات المسلحة المالية ذلك وأدعت أنها قامت بتحييد 10 مقاتلين من المتمردين وتدمير عدة مركبات معادية.
هذه التطورات تبرز التحديات الكبيرة التي يواجهها الفيلق الروسي الافريقي والقوات المالية في مالي خاصة مع تصاعد حدة العمليات العسكرية واستخدام التكتيكات الحديثة من قبل جبهة تحرير أزواد في شمال مالي وعدم وضوح المهام الحقيقية للفيلق الروسي الجديد أمام الرأي العام الإقليمي والدولي.
كما تثير هذه الخسائر تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية الروسية في مالي بعد مغادرة “فاغنر” وقدرة الفيلق على تحقيق نتائج ملموسة في ظل تصاعد العنف وتراجع الأمن في شمال البلاد.
من للافت للقول : ا ن خسارة طائرة سوخي M24 و إضافة إلى الخسائر المتتالية في المعدات والأفراد تعد ضربة قوية للفيلق الروسي في إفريقيا وتضع علامات استفهام حول مستقبل الوجود العسكري الروسي في مالي وقدرته على تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل و الغرب الإفريقي عموما