أمة واحدةسلايدر

الوضع الداخلي الفلسطيني والحلول السياسية في عام 2024.. إلى أين تتجه؟!

توقَّع الخبير في الشأن الفلسطيني ساري عرابي أربعة سيناريوهات للوضع الفلسطيني الداخلي؛ الأول استمرار الوضع القائم من حيث الافتراق بين حركتَي حماس وفتح على ما هو عليه، وهذا الاحتمال وإن أضعفته الحرب؛ فإنّه يبقى قائماً، والثاني حصول اتفاق وطني على إدارة مرحلة ما بعد الحرب، بغرض إنهاء الانقسام، ورفع الحصار وإعادة الإعمار، والتهيئة لانتخابات شاملة، وهذا غالباً متعلق بالشكل الذي ستنتهي إليه الحرب. وهذان السيناريوهان هما الأرجح بحسب عرابي.

   جاء ذلك في ندوة بعنوان «المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2024 في ضوء معركة طوفان الأقصى»، عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 24-1-2024، بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني.

   وأضاف ساري عرابي سيناريوهين آخرين هما أقل رجحاناً؛

الأول أن تنتهي الحرب بانتصار واضح للمقاومة، وفي طليعتها حركة حماس، وهو ما سيوفّر موقعاً أفضل لحماس وفرصة أكبر لفرض شروطها على المستويات كلّها، بما في ذلك الوضع الداخلي الفلسطيني؛

والثاني أن يتمكن الاحتلال من السيطرة على قطاع غزة، وتحقيق ولو جزء من أهدافه في ضرب أو إضعاف العمل المقاوم، مما يفتح المستقبل الفلسطيني برمّته على واقع مختلف تماماً؛ وكلا السيناريوهين مستبعدان وفق المعطيات المتوفرة.

   وقال عرابي إن ثمة فرصاً قوية أن تعزز قوى المقاومة وقوى العمل الوطني حضورها الشعبي والسياسي والمؤسسي، بما يمنع محاولات عزل المقاومة وتهميشها، وبما يقطع الطريق على النخبة المتنفذة في السلطة للاستجابة لمزيد من الضغوط والطلبات الإسرائيلية. وأضاف أن هذه الحرب بشكل عام تتيح فرصاً أفضل لمسارات العمل الوطني الجادة.

من جهة أخرى، أكّد الخبير في الشؤون السياسية الفلسطينية هاني المصري، أنّ مسارات التسوية السلمية خلال سنة 2024 ترتبط بشكل جوهري بنتائج الحرب على قطاع غزة.

وقد طرح ثلاثة سيناريوهات محتملة،

حيث رجّح سيناريو «لا غالب ولا مغلوب»، وهو أن كل طرف يقول إنه هو المنتصر، وبناء عليه سيكون هناك حراك سياسي لتجاوز المرحلة، ولرسم شرق أوسط جديد، وستتم محاولة امتصاص وتفريغ مكتسبات المقاومة من محتواها من خلال توسيع صلاحيات السلطة وأماكن نفوذها، فتتحول إلى سلطة مصلحة وتصبح طيِّعة للطرف الإسرائيلي أكثر.

   أما السيناريو الثاني فهو سيناريو سيطرة العدو على قطاع غزة، وهو أقل احتمالاً؛ ولكن إن حدث سيستمر المسار السياسي الإسرائيلي والمتسارع في مشروع التهويد والتهجير والضم، وستنضوي قيادة السلطة تحت هذا المسار بشكل أكثر استجابة للإملاءات الإسرائيلية. ومن المرجح حينها أن يكون هناك انقسام في داخل السلطة وحركة فتح، حيث سترفض قطاعات من فتح هذه الإملاءات، بينما قد تبقى مجموعة متنفذة في السلطة تتحول إلى عملاء لدى “إسرائيل” وتنفذ كامل طلباتهم، وفي هذه الحالة تكون “إسرائيل” قد حققت نجاحات كبيرة.

   أما السيناريو الأفضل كما يرى المصري ولكنه الأقل احتمالاً، فهو توحيد القوى الفلسطينية، خصوصاً قوى المقاومة، على أساس رؤى وبرامج هدفها إنهاء الاحتلال، وقال إن لم يتم ذلك في المدى القريب فإنّه سيأتي من يملؤ هذا الفراغ.

   وقال هاني المصري أنّ معركة طوفان الأقصى أعادت الاهتمام العالمي إلى القضية الفلسطينية بعد أن تراجعت مكانتها، ونتيجة المعركة سوف تنعكس على مسار التسوية في المرحلة القادمة.

وذكر أنّ هدف طرح حلّ الدولتين في هذه الفترة بقوة يعود إلى الشعور العالمي بخطورة الأوضاع، وأنّ التجاهل للقضية الفلسطينية سيتسبب بمزيد من الانفجارات في المنطقة، وأنه لا يمكن تجاوز الشعب الفلسطيني ومعاناته. كما أنّ طرح حلّ الدولتين هو من الناحية الأمريكية يهدف لامتصاص الاحتقان، ومحاولة نفخ الروح في مسار التسوية، كما يهدف إلى استدراج السعودية للتطبيع مع الكيان، والقول أن هناك إنجازاً قد تحقّق.

غير أنّ الفلسطينيين لا ينبغي أن يسيروا باتجاه حلّ الدولتين قبل أن يوحِّدوا بنيتهم الوطنية، ويتفقوا على برنامجهم السياسي لإدارة هذه المرحلة.

   وقد قُدّمت في هذه الندوة، التي أدارها د. محسن محمد صالح، ثمانِ أوراق عمل، ناقشت المسارات المستقبلية المتوقَّعة خلال سنة 2024، المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي والعربي والإسلامي والدولي.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى