تسعى الولايات المتحدة إلى دفع الاتحاد الأوروبي لتبني سياسات تجارية صارمة ضد الصين من خلال فرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية. وفي حين استجابت المملكة المتحدة جزئيًا بفرض رسوم على الصلب الصيني، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات في اتخاذ موقف موحد بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة مع الصين.
الضغط الأمريكي على الاتحاد الأوروبي
تدفع إدارة الرئيس دونالد ترامب الاتحادا لأوروبي لفرض تعريفات جمركية على المنتجات الصينية للحد من تأثير السياسات الصناعية الصينية المدعومة، وفقًا لتقرير نشرته “وول ستريت جورنال” بتاريخ 24 مايو 2025. ومع ذلك، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق توازن دقيق بين تلبية الضغوط الأمريكية والحفاظ على علاقات تجارية قوية مع الصين، التي تُعد أكبر سوق تصدير له.
استجابة بريطانيا السريعة
في خطوة مستقلة، فرضت المملكة المتحدة تعريفات جمركية على واردات الصلب الصيني، مما يعكس استجابة أسرع للضغوط الأمريكية مقارنة بالاتحاد الأوروبي. وقد ساهم هذا القرار في تعزيز التعاون التجاري بين لندن وواشنطن، مما يبرز ديناميكية مختلفة في السياسة التجارية البريطانية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
تحديات الاتحاد الأوروبي
يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبات داخلية في اتخاذ قرارات بشأن التعريفات الجمركية، حيث يخشى قادة مثل المستشار الألماني أولاف شولتس من ردود فعل صينية قد تضر بالمصالح الأوروبية، خاصة مع استثمارات شركات صينية مثل “جيلي” في “فولفو”. وعلى الرغم من تحقيقات محدودة تستهدف شركات صينية مثل “نوكتيك”، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ إجراءات حاسمة حتى الآن.
السياسات التجارية الأمريكية ضد الصين
منذ عام 2018، فرضت الولايات المتحدة تعريفات بنسبة 25% على الصلب و10% على الألمنيوم، مع استهداف غير مباشر للصين، رغم أن دولًا مثل كندا والبرازيل تمثل مصادر رئيسية للصلب. وفي فبراير 2025، أعلن ترامب عن تعريفات جديدة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم دون استثناءات، مع تركيز مباشر على الصين، التي ردت بدورها برسوم مضادة، مما يزيد من حدة التوترات.