
يصادف هذا الشهر مرور عشر سنوات على الأزمة الإنسانية المروعة في اليمن، والتي عانى خلالها شعبه من أسوأ تفشٍّ للكوليرا في التاريخ الحديث، وسوء التغذية، والتدهور الاقتصادي الحاد. ومع استمرار تدهور الأوضاع، تظل الإغاثة الإسلامية ثابتة في التزامها بتقديم الدعم المنقذ للحياة والمُغيّر لحياة الفئات الأكثر ضعفًا في اليمن.
كانت اليمن بالفعل أفقر دولة في الشرق الأوسط قبل أن تتصاعد الأزمة بشكل حاد في مارس/آذار 2015. والآن، يقدر أن 19.5 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية لمجرد البقاء على قيد الحياة.
لا يعرف ما يقرب من نصف السكان من أين ستأتي وجبتهم التالية، وفقد الكثيرون سبل عيشهم. وقد أدى انهيار العملة إلى ارتفاع أسعار الضروريات الأساسية، كالخبز، إلى مستويات بعيدة عن متناول العديد من الأسر، ويتأرجح اليمن مجددًا على شفا المجاعة.
وتقول منظمة الإغاثة الإسلامية إنه على مدار عقد قدم فريقها الدعم لأكثر من 27 مليون يمني من خلال استجابات طارئة، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من التدخلات التنموية التي تستهدف مجالات مثل الرعاية الصحية، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة، وسبل العيش. وقد نُفذت هذه البرامج بالتزامن مع توزيعات الأغذية الموسمية وبرنامج كفالة الأيتام.
يتلقى أكثر من 8,300 طفل في اليمن الدعم من خلال برنامج الرعاية الخارجية. ويُعدّ هذا ثاني أكبر عدد من الأطفال الأيتام المسجلين في البرنامج بعد غزة. وقد أودت الأزمة بحياة العديد من الآباء، تاركةً أطفالهم محرومين وأكثر عرضة للأزمات المحيطة بهم.
يحصل الأطفال المسجلون في البرنامج على راتب شهري، يُمكّنهم من دفع تكاليف المستلزمات المدرسية والرعاية الطبية وغيرها من الضروريات. كما تستفيد عائلات الأيتام من توزيعاتنا الموسمية، بما في ذلك توزيعات رمضان والأضاحي والشتاء.
يعمل الفريق المتخصص في 9 محافظات، ويدعم الأسر حتى في المناطق الأكثر بعدًا.
وقالت المنظمة إنه “في عام 2024، قمنا بتوزيع طرود غذائية للأضاحي على 11,576 أسرة في اليمن”.
لقد ألحقت الأزمة المستمرة في اليمن أضرارًا بالغة باقتصاده، ودمرت بنيته التحتية، وأعاقت بشدة الوصول إلى الخدمات الأساسية. في هذا السياق الصعب، تواصل المنظمات الإغاثية العمل بلا كلل لتخفيف المعاناة، ومنع تفشي الأمراض، وتقديم المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية.
بينما يستفيد ملايين الأشخاص من المساعدات الإنسانية، يواجه ملايين آخرون الجوع والعنف والمرض. يحتاج الشعب اليمني بشدة إلى المزيد من المساعدات.
ورغم أن هذه الأزمة ربما تكون قد غابت عن عناوين الأخبار العالمية، فإن الرجال والنساء والأطفال في اليمن ما زالوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة وهم في حاجة ماسة إلى الدعم.