دمّـرتُ بالهمّ والأحزانِ أسواري
مزّقت تحت لهيب الشمس أشعاري
ما دام لا أحدٌ فى الكون يسمعني
وليس يجهر بالآهات زواري
ولا تؤثّر فى أحدٍ عباراتي
ولا تصلْ لعيون الشمس أنواري
مهما صرختُ أغيثوا أهل عزتنا
وساعدوا غزةً يمحون أشعاري
ويمسحوا صرخاتي أو نداءاتي
ويقتلوا كل إعلاني وإصراري
كل المواقع تأتى كي تهدّدني
وتنشر الذعر في قراء أفكاري
رأيتُ أطفالا ماتوا من العطشِ
والماء يجري سلافا حول أشجاري
نساء تحت ركام البيت منهدما
تريد خبزا ؛ أساعدها بأعذاري
هذي بيوتٌ بلا سقفٍ مدمرة
والجوع يضرب فيها مثل إعصارِ
والموتُ يلهو ويأتي دون موعدهِ
من طائراتٍ وجيشٍ غزو فجّارِ
حتي المساعدة العرجاء قد مُنعت
فلا دواءٌ ولا عونٌ لثوارِ
وحول غزة جدرانٌ لتحجبها
وحول قلبي حطام القيد والثارِ
فى كل زاويةٍ أشلاء قد بُترت
وأمةٌ قيّدوها في لظى العارِ
والأرض تصرخ من جرح يمزقها
كأنها خيمةٌ فى قلب إعصارِ
أكاد أبرأ من ديني ومن لغتي
وأسلخ الجلد مكلوما لأشعاري
وألعن الخوف فى أعماق أوصالي
وأمقتُ الجبن منسابا بأوتاري
مللتُ كذبي .. مداراتي لأعدائي
وهز ذيلي وتزييفي لأخباري
أبيتُ أنشر بين الناس معجزتي
بصنع مجدٍ وتاريخٍ لمغوارِ
وفي الحقيقة إني كاذبٌ أشرٌ
دعايتي وكلامي عكس إظهاري