في ساحات مدينة بريري، استعاد الجيش الصومالي وقوات حفظ السلام الدولية “أوصوم” السيطرة الكاملة على المدينة من قوات “حركة الشباب” المسلحة المصنفة بالإرهاب وتابعة لتنظيم القاعدة وفقا للحكومة الصومالية، ليعلن صفحة جديدة من الصمود والصدى الدولي في منطقة شبيلي السفلى.
وفي ضربة موجعة لتنظيم القاعدة، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية تحرير مدينة بريري الاستراتيجية من حركة الشباب المسلحة، بعد معارك ضارية دامت أسبوعًا كاملًا.
جاء هذا النصر العسكري تتويجًا لعمليات تنسيقية دقيقة بين القوات الصومالية وقوات بعثة الاتحاد الأفريقي” أوصوم” حيث نجحت القوات المشتركة في استعادة السيطرة على هذا المعقل الحيوي الذي ظلّ لسنوات ساحة لصراع دام بين قوات الشرعية الدولية وعناصر التشدد كما وصفوها.
تحرير بريري معركة مصيرية
تمثل مدينة بريري نقطة تحول في الصراع الدائر بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب، فبعد سقوطها المفاجئ في مارس الماضي دون قتال أصبح استعادتها ضرورة أمنية وعسكرية لا تحتمل التأجيل خاصة بعد تدمير الجسر الاستراتيجي الذي يربطها بخطوط الإمداد الحيوية للجيش الصومالي.
التخطيط المشترك
شكّل الهجوم المضاد الذي بدأته قوات أوصوم في الأول من أغسطس نموذجًا للتعاون العسكري الدولي الفعال، حيث عملت القوات الأوغندية المشاركة في البعثة جنبًا إلى جنب مع الجيش الصومالي في عملية محكمة أسفرت عن تطهير المدينة بالكامل من العناصر المسلحة.
خسائر فادحة في صفوف حركة الشباب
كشف البيان الرسمي عن مقتل أكثر من 100 عنصر من حركة الشباب خلال المواجهات بينما لم تسجل أي خسائر بشرية في صفوف القوات الحكومية أو قوات التحالف مما يشير إلى تفوق تكتيكي وعملياتي كبير.
عمليات تمشيط واستكمال السيطرة
وتواصل القوات الأمنية عملياتها المكثفة لتعقب فلول المسلحين في أطراف المدينة حيث تم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي خلفها التنظيم المهزوم في مشهد يؤكد فرار عناصره بشكل غير منظم.
تحديات أمنية مستمرة
رغم هذا الانتصار تظل حركة الشباب تشكل تهديدًا قائمًا كما ظهر في الهجمات الأخيرة التي استهدفت قوات التحالف والمنشآت الحيوية في مقديشو مما يفرض على الحكومة الصومالية وقوات التحالف الدولي مواصلة الضغط العسكري لاستكمال تحرير باقي المناطق.
صراع طويل الأمد
تمثل معركة بريري، حلقة في سلسلة الصراع المستمر منذ سنوات بين قوات الشرعية والجماعات المسلحة حيث تسعى حركة الشباب لاستغلال أي ثغرة أمنية لإعادة انتشارها، بينما تعزز الحكومة الصومالية مكاسبها العسكرية بدعم دولي متصاعد لتحقيق الاستقرار النهائي في البلاد.
قلب بريرى
وأكد مراقبون أن قوات الأمن الصومالية وقوات أوصوم دخلت إلى قلب بريري بعد معركة دامية استخدمت فيها القوات المشتركة أساليب تكتيكية محكمة وتنسيقا معلوماتيا صارما، وبثت الإذاعات المحلية خبر السيطرة الكاملة بينما كانت أجواء المدينة تتنفس الحياة من جديد وتفتح طرقها أمام السكان للعودة إلى أعمدة الحياة الأساسية.
دلالات أمنية وسياسية محلية وخارجية
تُعيد السيطرة أملا للسكان وتضامن المجتمع الدولي حول مهمة حفظ السلام، وتؤكد رسالة واضحة إلى حركة الشباب بأن قوات الأمن ستدفع الثمن غاليا لكل اختراق، كما ترسل إشارات إلى الدول المجاورة والجهات الإقليمية بأن الاستقرار في منطقة شبيلي السفلى ليس خيارا بل هدفا لا رجعة فيه.
أبعاد إنسانية وتداعيات على المدنيين
بين فرحة الاستعادة وبؤر المعاناة التي خلفتها سنوات النزاع، تقف بريري عند مفترق حاسم يتطلب تعافيا معاوناً من المؤسسات الإنسانية لإيصال المساعدات وتوفير الخدمات الأساسية، فيما يعود الآلاف من السكان إلى منازلهم مع تعزيزات أطر الحماية وتوفير الأمن المحلي.
ردود فعل محلية ودولية وآفاق المستقبل
على الصعيد المحلي، عبّر مسؤولو المدينة وقادة المجتمع عن ارتياحهم، مع وعود بتعزيز الخدمات وتبني آليات حماية ترسي قواعد الاستقرار الطويل، أما على المستوى الدولي فهناك ترقب لخطوات تعزيز القدرة العملياتية لأوصوم وتنسيق أوسع مع شركائها، في مسعى يهدف إلى خفض مخاطر تفجر العنف وتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد.