من كان ينهل من علمٍ ومن قيم ِ
فاللهُ يحفظه من حسرة النّدمِ
والمؤمنُ الحقُّ محسودٌ وممتحنٌ
تعلي البليَّة إن حلّت بلا جرَمِ
(بلغيث) يا علما قلتَ الحقيقة ما
ظلمت حين كشفت الحقّ للأممِ
كلّ الشّعوب لها أصلٌ يوحِّدها
حتّى وإن ضرب التّاريخُ في القِدمِ
شعب الجزائر شعبٌ واحدٌ وله
وشائج الدّين والأنساب والقيمِ
الأصل يجمعه في وحدةٍ شهدت
لها العلوم بعيدا عن عمى الوهَمِ
عدوُّنا أفسد التّاريخ زوّره
كي يدفن الشّعب في التّهويم والظُّلَمِ
أو كي يسود بلا بذلٍ ولا تعب
ويطفئ النّور في الأفكار والهممِ
يريد زعزعة استقرار أمّتنا
بالجهل والغيِّ والأحقاد والنِّقمِ
لكي يفوز بخيرات البلاد ولا
يلقى مقاومةً في النّاس والنّظمِ
إنّ انتصارك للحقّ الذي طُمست
أنواره في الحمى يُعليك في القِممِ
قد كان أجدر أن تُعلى مكانتكم
بين الحماة وأهل العلم والحِكمِ
لا أن تقاد إلى الأحباس متّهما
ويلُ الشّعوب التي تجني على الشِّيمِ
لكنْ ألومك إذ ناقشت علّتنا
في منبرٍ يصبغ الآفاق بالألم
إنّ الإمارات داءٌ لا دواء له
منها البلايا وكلّ الشّرِّ والسّقمِ
تصبوا لكارثةٍ في شعبنا فسعت
إلى الوقيعة بالإعلام والكلِمِ
صارت عدوًّا وخصما لا خلاق له
ولا حدود ، يهدُّ السِّلم كالورمِ
قامت تدمِّر بلدان الهدى ، خدمت
مكر الصّهاينة المبثوث في العُتمِ
فلنحذر الفاتك الغدّار في وطنٍ
حرٍّ يدوس ذيول الغرب بالقدمِ
ولنغرس الودّ في شعبٍ توحِّده
وشائج الأرض والإيمان والرّحم
يا نخبة العدل في أرض الشّهيد قفوا
مع الشّريف سليل العزِّ والكرمِ
قد قام يدفع عدوانا يقام على
تاريخ أمّتنا المدفون في الرِّممِ
ولتكرموه بما أسدت قريحتُه
قد كان فحلا بساح الفكر والقلمِ
عيب ٌعلى أمّة الأحرار إن خذلت
حرًّا أصيلا أراد النَّصر للذِّممِ
