الأمة : أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة” اوتشا “تقريره الأخير حول المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية قال فيه :
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية.
وما زالت التقارير تفيد بتواصل عمليات الاجتياح البرّي، وخاصة في المنطقة الشرقية من خانيونس ودير البلح، فضلًا عن استمرار القتال العنيف. كما أفادت التقارير بأن جماعات المقاومة المسلّحة الفلسطينية أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 134 فلسطينيًا وأُصيب 342 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 15 و19 آب/أغسطس.
وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 آب/أغسطس 2024، قُتل ما لا يقل عن 40,319 فلسطينيًا وأُصيب 92,743 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 15 و18 آب/أغسطس:
عند نحو الساعة 19:10 من يوم 15 آب/أغسطس، أشارت التقارير إلى مقتل سبعة فلسطينيين، من بينهم امرأة واحدة على الأقل، وإصابة آخرين عندما قُصفت شقة في بناية متين السكنية قربة مسجد التوبة في مخيم جباليا للاجئين بشمال غزة.
عند نحو الساعة 12:25 من يوم 16 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل سبعة فلسطينيين، من بينهم امرأة وثلاث فتيات، وإصابة آخرين عندما قُصفت خيمة تؤوي نازحين في المواصي، غرب خانيونس.
عند نحو الساعة 2:00 من يوم 16 آب/أغسطس، قُتل خمسة فلسطينيين على الأقل وأُصيب ثمانية آخرون عندما قُصفت شقة سكنية في منطقة الدرج بمدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
عند نحو الساعة 12:20 من يوم 16 آب/أغسطس، قُتل ثمانية فلسطينيين وأُصيب آخرون عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص وهم يحاولون الحصول على المعونات شرق رفح، حسبما ورد في التقارير.
عند نحو الساعة 00:50 من يوم 17 آب/أغسطس، قُتل ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا، من بينهم خمس نساء وتسعة أطفال، وأُصيب آخرون عندما تعرض أشخاص نازحون للقصف على مدخل الزاويدة على طريق صلاح الدين في دير البلح، حسبما أفادت التقارير به.
عند نحو الساعة 7:05 من يوم 18 آب/أغسطس، أشارت التقارير إلى مقتل سبعة فلسطينيين، هم أم وأطفالها الستة، عندما قُصفت شقة في شارع المزرعة بدير البلح.
عند الساعة 10:15 من يوم 17 آب/أغسطس، نقلت التقارير مقتل سبعة فلسطينيين، بمن فيهم ثلاث نساء، عندما قُصف منزل غرب مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 16 و19 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل جنديين إسرائيليين في غزة وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 آب/أغسطس 2024، قُتل أكثر من 1,532 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة وفقًا للجيش الإسرائيلي وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية.
ويشمل هؤلاء 332 جنديًا إسرائيليًا قُتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البريّة، كما أفادت التقارير بإصابة 2,219 جنديًا منذ بداية العملية البرّية.
وحتى يوم 19 آب/أغسطس، تشير التقديرات إلى أن 115 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.
يصادف يوم 19 آب/أغسطس اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يحتفي بالعاملين في مجال تقديم المعونات على مستوى العالم ويحشد الناس من جميع أنحاء العالم للدعوة إلى توسيع نطاق القضايا الإنسانية.
وكانت سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني على الإطلاق على المستوى العالمي، بل إن سنة 2024 قد تكون أسوأ منها.
حيث قُتل 172 من العاملين في مجال تقديم المعونات حتى شهر آب/أغسطس. وقد سُجل أكثر من نصف الوفيات التي شهدها العالم كله خلال سنة 2023 في غزة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر – وهي الأشهر الثلاثة الأولى من اندلاع الأعمال القتالية.
وقد نجمت غالبية هذه الوفيات عن الغارات الجوية. وفي غضون فترة لا تتعدى 11 شهرًا، قُتل 289 عاملًا من العاملين في مجال تقديم المعونات في غزة
وغالبيتهم من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وقد قُتل بعضهم وهو على رأس عمله.
في 16 آب/أغسطس، أعلن وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، أول حالة إصابة مؤكدة لفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة. وهذه الحالة هي لطفل يبلغ من العمر 10 شهور من دير البلح، ولم يتلقّ أي جرعة تحصين بسبب استمرار الأعمال القتالية.
وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن «مئات الآلاف من الأطفال في غزة معرّضون للمخاطر» وأن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لإطلاق «حملة تطعيم حيوية ضد شلل الأطفال» لصالح أكثر من 640,000 طفل تحت سن العاشرة.
وقد صادقت منظمة الصحة العالمية على صرف 1.6 مليون جرعة من اللقاحات، وتتولى منظمة اليونيسف تنسيق عملية تسليمها إلى جانب وحدات التخزين المبرد، وسوف تقدم الفرق الطبية التابعة للأونروا هذه اللقاحات حال وصولها إلى غزة.
وأكدّ الأمين العام غوتيريش أنه يجب تسهيل نقل اللقاحات والمعدات الضرورية، فضلًا عن إدخال الخبراء في مجال شلل الأطفال إلى غزة، وتأمين ما يكفي من إمدادات الوقود، وزيادة تدفق النقد،
والاتصالات التي يمكن الاعتماد عليها وضمان سلامة العاملين الصحيين والناس الذين يصلون إلى المنشآت الصحية لكي يُكتب النجاح لهذه الحملة.
وبينما يتمثل «اللقاح النهائي لشلل الأطفال في السلام ووقف فوري لإطلاق النار» كحد أدنى، يعد «وقف انتشار شلل الأطفال ضرورة لا بد منها”.
وحذّرت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان مستقل من أنه «لا يتسنى لنا أن نسمح لشلل الأطفال بأن ينتشر في غزة، إذ أنه لا يهدد الغزيين فحسب، بل جميع الأطفال في المنطقة وأن عودة الفيروس إلى الظهور في القطاع بعد ربع قرن يُعدّ «تذكيرًا واقعيًا آخر بما بلغته الحالة من الفوضى والبؤس والخطر”.
لا يزال النقص الحاد في إمدادات الوقود واللوازم الطبية يعطل عمل ما تبقى ما المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وخاصة في شمال غزة.
ويشكل نقص الوقود ومنع الوصول وتدمير معدات الإنقاذ على يد القوات الإسرائيلية تحديًا رئيسيًا يواجه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني على صعيد تنسيق الاستجابة لاحتياجات الناس في غزة.
ففي 18 آب/أغسطس، أفاد الجهاز بأنه تلقى 87,000 نداء، استجاب لـ72,000 نداء منها على الرغم من هذه التحديات، بيد أنه لم يتمكن من الاستجابة للنداءات الـ15,000 المتبقية.
ومنذ حالة التصعيد التي شهدتها الأعمال القتالية، قُتل 82 فردًا من أفراد الدفاع المدني الفلسطيني وأُصيب أكثر من 270 آخرين، بمن فيهم أفراد كانوا على رأس عملهم.
كما تعرّضت منشآت الدفاع المدني للقصف المباشر ودُمرت 38 مركبة من مركباته، مما ألحق أضرارًا جسيمة بقدرته على إنقاذ الحياة.
كما تشير التقديرات إلى أن نحو 10,000 شخص في عداد الموتى ومفقودون تحت الأنقاض، حيث لم يتمكن الدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب قصف معدات الإنقاذ والمركبات من جانب القوات الإسرائيلية وتفيد التقارير بأن 1,760 قتيلًا لا يمكن تحديد مواقعهم بفعل استخدام أسلحة يستحيل العثور على الجثامين بسببها.
وأخيرًا، يصرّح الدفاع المدني الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية أخذت 2,210 جثة كانت مدفونة في مقابر مختلفة في شتّى أرجاء غزة إلى موقع مجهول، حسبما أشارت التقارير إليه.