أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية “اوشا” تقريرا حول الأوضاع في غزة قال فيه :
النقاط الرئيسية :
لا تزال أزمة الوقود تهدد سير عمليات الخدمات الصحية الحيوية، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة وأجهزة غسيل الكلى.
تحذّر مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من أن منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الحيوية وأنشطتها معرّضة لخطر التوقف عن العمل في حال عدم إمدادها بكميات إضافية من الوقود بشكل عاجل.
ووفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة، أدّى استخدام الأسلحة المتفجرة في غزة طوال عام 2024 إلى إصابة 15 طفلًا في المتوسط يوميًا بإعاقات قد تدوم مدى الحياة.
وفقًا لمجموعة الصحة، لم يتم إجلاء سوى أقل من 450 مريضًا إلى خارج غزة لأسباب طبية منذ شهر أيار/مايو 2024، بالمقارنة مع ما يزيد قليلاً عن 5,000 مريض منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي الوقت نفسه، لا يزال أكثر من 12,000 مريض في حاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي المنقذ للحياة.
يحذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن النساء والفتيات في مراكز الإيواء المكتظة وذات الإضاءة السيئة معرّضات لمخاطر متزايدة من العنف تشمل الاستغلال والاعتداء الجنسي.
المستجّدات على صعيد الحالة الإنسانية :
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو وتفجير المباني السكنية في شتّى أرجاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين.
ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وأفادت التقارير بأن الجماعات المسلّحة الفلسطينية أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل كذلك.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 210 فلسطينيًا وأُصيب 738 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 8 و14 كانون الثاني/يناير.
وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و14 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل ما لا يقل عن 46,645 فلسطينيًا وأُصيب 110,012 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
ووفقًا للوزارة، يشمل الرقم التراكمي 499 حالة وفاة تم إضافتها بأثر رجعي منذ 11 كانون الثاني/يناير 2025 بعد أن تم توحيد تفاصيل هوياتهم والموافقة عليها من قبل لجنة وزارية.
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار الهجمات على المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء. ففي 7 و9 و11 كانون الثاني يناير، أفادت التقارير بأن الغارات التي استهدفت المدارس أو ساحاتها التي تضم خيامًا تأوي النازحين في جباليا بمحافظة شمال غزة .
وقد أسفرت عن مقتل 15 شخصًا، من بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من 30 آخرين، من بينهم 19 طفلًا، حسبما أفادت التقارير. وفي 13 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بأن مدرسة تعرّضت للقصف في حي الدرج وسط مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين.
وصرّحت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، بقولها: «بالنسبة لأطفال غزة، جلب العام الجديد المزيد من الموت والمعاناة من الهجمات والحرمان والتعرّض المتزايد للبرد،»
وأشارت إلى أنه في الأيام السبعة الأولى فقط من العام 2025، قُتل ما لا يقل عن 74 طفلاً في عدة أحداث أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في جميع أنحاء غزة حسبما أفادت التقارير، «بما في ذلك هجمات ليلية في مدينة غزة وخانيونس والمواصي.» وأضافت المسؤولة الأممية أن استمرار الافتقار إلى المأوى الأساسي، مترافقًا مع درجات الحرارة الشتوية الباردة،
حيث يعيش ما يقرب من مليون طفل في خيام مؤقتة، إلى جانب شحّ المواد الغذائية والرعاية الصحية وتدهور الوضع الصحي، تشكل مخاطر شديدة على الأطفال، حيث أن المواليد الجدد والأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية مستضعفون بصفة خاصة.
وفي 14 كانون الثاني يناير، أفادت منظمة أنقذوا الطفولة بأن استخدام الأسلحة المتفجرة في غزة خلال العام 2024 ترك «ما معدله 475 طفلًا كل شهر، أي 15 طفلًا في اليوم، يعانون من إعاقات قد تدوم مدى الحياة» تشمل فقدان الأطراف والبصر والسمع.
ويستند هذا الرقم إلى تقديرات سابقة أصدرتها مجموعة الحماية ومجموعة العمل المعنية بالإصابات البليغة والتابعة لمجموعة الصحة، والتي تشير إلى أنه في الأشهر الأحد عشر الأولى من العام 2024، أُصيب ما لا يقل عن 5,230 طفلًا بإصابات مرتبطة بالنزاع تتطلب دعمًا كبيرًا لإعادة التأهيل.
ومع ذلك، وبسبب انهيار النظام الصحي في غزة والقيود المفروضة على دخول الإمدادات الحيوية، يتعذّر عليهم الحصول على الرعاية اللازمة، «مما يجعلهم عرضة للإصابة بالإعاقات،» وفقًا للمنظمة غير الحكومية.
ويحذّر الجراحون المتخصصون الذين أشارت إليهم منظمة أنقذوا الطفولة من أن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال يؤدي إلى تفاقم الوضع، حيث يضعف عملية التئام الجروح،
فيما يواجه آلاف الأطفال الذين يفتقرون إلى الأطراف الصناعية مخاطر إخرى كالإصابة بتشوهات في العمود الفقري أو مشاكل في الطرف المقابل، بما في ذلك هشاشة العظام المبكرة في مفصل الورك أو الركبة
في 11 كانون الثاني يناير، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن العديد من مركبات الإطفاء والإنقاذ في محافظات غزة ودير البلح وخانيونس توقفت عن العمل بسبب نقص قطع الغيار ومعدات الصيانة اللازمة لإصلاحها وتشغيلها.
وأشار الدفاع المدني الفلسطيني إلى أن المخزون المتبقي من اللوازم وقطع الغيار المتوفرة محليًا والتي كانت تمكّن إجراء الحد الأدنى من الصيانة للمركبات قد دُمّرت.
وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي لا تزال فيه أكثر من نصف مركبات الدفاع المدني في شتّى أرجاء قطاع غزة خارج الخدمة بسبب شحّ الوقود اللازم لاستمرار عملها.
وتشير تقارير مجموعة الصحة إلى أن جميع المستشفيات التي تزاول عملها بصورة جزئية في غزة قد استنفدت احتياطاتها من الوقود وتعتمد الآن على إمدادات الوقود المحدودة التي تزودها المنظمات الشريكة بشكل يومي لمواصلة تقديم الخدمات الأكثر أهمية فقط.
ولا تزال أزمة الوقود، التي تفاقمت بسبب عمليات النهب التي طالت شاحنات الوقود، تشكّل خطرًا على المنشآت الصحية، مما يلحق الضرر بنحو 2,000 مريض في دير البلح وخانيونس ورفح.
ومن جملة هؤلاء، يرقد 10 بالمائة منهم في وحدات العناية المركزة أما في محافظات شمال غزة، فقد تضرّر نحو 220 مريضًا، من بينهم 70 مريضًا في وحدات العناية المركزة. وفضلاً عن ذلك، يهدّد نقص الوقود إمكانية عمل 75 جهازاً لغسيل الكلى في شتّى أرجاء قطاع غزة،
والذي يمثل شريان الحياة الحيوي لما يقرب من 700 مريض مصاب بأمراض الكلى، معظمهم يقيمون في وسط وجنوب قطاع غزة. ونظرًا للنقص الشديد في كل من أجهزة غسيل الكلى والإمدادات الأساسية، لا يتلقى هؤلاء المرضى سوى 10 جلسات غسيل في المتوسط،
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وأفاد مدير المستشفى أن المنشأة بقيت دون وقود لمدة 95 يومًا. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها مجموعة الصحة،
لا تزال حالة انعدام الأمن المستمرة في المنطقة المحيطة بالمستشفى والبنية التحتية المتضرّرة التي جعلت الطرقات غير قابلة للسلوك والقيود المفروضة على الوصول تحول دون القدرة على الوصول إلى المنشأة.
و يهدد نقص الوقود بانقطاع مفاجئ لخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الحيوية في شتّى أرجاء قطاع غزة. إذ تحذّر مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من أنه ما لم يتمّ إمداد الوقود بشكل عاجل، ستتوقف كافة خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في شمال وجنوب وادي غزة في المدى القريب،باستثناء محطة تحلية المياه في جنوب غزة.
فهذه المحطة، التي أعيد توصيلها بخط تغذية كهربائي من إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر، لم تعد تعتمد على الوقود من أجل سير عملياتها.
كما لن يكون بمقدور المنظمات الشريكة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية نقل المياه بالصهاريج وتوزيعها، في حين ستتوقف جميع عمليات إدارة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة.
في خضم التحديات الهائلة، تواصلت الجهود المبذولة لإعادة تأهيل منشآت الرعاية الصحية الرئيسية في محافظة غزة، حيث استأنف مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال ومستشفى العيون العمل بصورة جزئية في 1 و7 كانون الثاني/يناير على التوالي.
وفي الإجمال، لا يزال 18 مستشفى من أصل 36 مستشفى يعمل بصورة جزئية في غزة، 10 منها في محافظة غزة، وأربعة في خانيونس، وثلاثة في دير البلح، وواحد فقط في محافظة شمال غزة.
وفي 12 كانون الثاني يناير، نفّذت منظمة الصحة العالمية بعثة إلى مستشفى الشفاء للقيام بجملة أمور منها تزويد 9,700 لتر من الوقود، وتوفير وحدات الدم والبلازما لتوزيعها على المنشآت الصحية الأخرى في مدينة غزة،
وتيسير تناوب فريق طبي في حالات الطوارئ كان يعمل حتى الآن في المستشفى الأهلي وجرى نقله إلى جنوب غزة، وتنظيم تدريبات حول نظام جديد لمراقبة الأمراض.