باحثة لسانيات: المنظومتان التربوية والجامعية في الجزائر بحاجة إلى إعادة مراجعة

تنهض العروبة وتسير بالتحليل الوظيفي لأقسام الكلم

علجية عيش

المعني الوظيفي في اللغة العربية كان عنوان كتاب للباحثة في اللسانيات الدكتورة دليلة مزوز من جامعة باتنة هو عبارة عن مجموعة مقالات ومحاضرات قدمتها ناقشت فيها القواعد الصحيح للغة العربية، وقد جالت الباحثة وساحت بنا عبر محطات كثيرة غابت عن الكثير بما فيهم اللغويين وماهي أوجه التقارب والاختلاف بينهم وأمور أخري تعكس مظاهر من تطور اللغة العربية في العصر الحديث من اللغة الشفهية الي المكتوبة وكيف تعرضت لتغيرات في معانيها بفعل حركة الترجمة التي بدأت مع انشاء المدراس ما تطلب الحفاظ علي سلامة اللغة العربية

كانت رحلة لغوية ممتعة، كنا نشعر أن روح سيبويه حاضرة معنا، فقد اسهبت الباحثة في اللغويات الدكتورة دليلة مزوز من جامعة باتنة (شرق الجزائر) في محاضرة لها، في إطار بيع بالتوقيع نظمته دار الإحسان للنشر والتوزيع بشرق الجزائر كعادتها يوم السبت، ودامت حوالي ثلاث ساعات تجعلك تقف حائرا من أين تبدأ وأين تنتهي مع هذا الموروث اللغوي الذي تختزنه في صدرها وهي تستشهد بكبار اللغويين وعلى راسم سيبويه والزمخشري والزجاجي (العلل في النحو بأبوائه السبعة الأولي، اعتمد فيه على كتاب «سيبويه» وسمّاها «رسالة سيبويه» وهو كما قالت الباحثة يقصد بها المقدمة أو المدخل الشامل العام الذي يطرح فيه الأفكار والأطروحات، ومنه قررت الخوض في دراسة أقسام الكلم والمنحى وتحليلهما تحليل وظيفيا بالاعتماد على المدارس الغربية وترجمة أفكارها إلى العربية خاصة في القرن العشرين الذي عرف نقلة نوعية، ومنها المدرسة الوظيفية الفرنسية وبالتوجه نحو نظرية التكافؤ، أشارت المحاضرة أن أقسام الكلام من الأمور التي تؤسس للنحو العربي، إلا أن سيبويه عرف الفعل و لكنه لم يعرف الاسم.

 وتحدثت عن الحركة الإعرابية باعتبارها إجراء شكلي وظيفي، وهي عند كثير من الباحثين ليست شكل فقط، لأن النحو العربي يهتم بالشكل والمعنى، فعبارة المسند والمسند إليه عند سيبويه مصطلح وظيفي واسع جدا، لأنه يشمل الجملة الفعلية ، دون أن تهمل دور البيئة التركيبية للجمل التي صاغها اللغويون أمثال نعوم تشومسكي، وقد قارنت الدكتورة دليلة مزوز بين هذا الأخير (تشومسكي) وسيبويه وقالت أن هناك عنصر مشترك بينهما هو الفعل والفاعل والأدوات التي نشتغل بها في لغتنا، كما تطرقت الباحثة للحديث عن التركيب الفعلي وأنماطه عند سيبويه، فهناك عشرة أنماط سمّاها النُحَّاةُ القدامى بالقرائن ومنهم الأمين الإسترأبادي وهو من العلماء المتميزين وكذلك ابن يعيش والزمخشري وغيرهم، من وجهة نظرها هي فإن الوظيفية الغربية تهتم و تبحث في كل المعاني وما وراء المعنى، عكسنا نحن، لأننا كما أضافت لا نقرأ التراث بمنظارٍ حداثيٍّ لكننا نستحضر السياقات التي دفعتهم للكتابة عن التراث، فالاستعارات على سبيل المثال لا الحصر توجد عند العرب 38 استعارة ، لكن لا تدرس أو تستعمل سوى 04 منها فقط.

الفكرة التي طرحتها الباحثة في كتابها هي تأويل المساواة بين المقولة الإسمية والمقولة الفعلية باستخدام أليات العقل وهو ما اشار إليه الجرجاني، تقول الباحثة أنه في دراستها التحليلية حول المعني الوظيفي في اللغة العربية، استعانت بالرياضيات باستعمال منحنيات بيانية وجداول خاصة، أرادت القول أنه توجد «أزمنة» في الجملة الفعلية، كما اعتمدت على ما سمّته بـ: «التحليل التشجيري» وهو التحليل الذي وضعته المدرسة الفرنسية الأمريكية، أي تحليل الجملة إلى تركيب اسمي وتركيب فعلي، لأن المكان والزمان معاني مضمرة، ما استخلصته هذه الباحثة من كتابها أن هناك نقطة أساسية تحتاج إلى مراجعة وترتيب، في مقدمتها المنظومة التربوية والمنظومة الجامعية في الجزائر، فهي كما أضافت لا تقوم على دعائم سليمة وهي بحاجة إلى إعادة ترتيب، لأن النخبة في الجزائر اندثرت، والنظام الكلاسيكي كان منتجا، وهو من أنتج العلماء، في انتقادها نظام الألمدي في الجزائر الذي كان نظاما فاشلا.

علجية عيش

صحفية جزائرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights