أبوبكر أبوالمجد| إيران من الدول المارقة وفق كثير من الممارسات التي تمارسها في الشرق الأوسط والعالم، وكشفت السنوات الأخيرة حرص العديد من دول العالم التودد لها، حتى أن المملكة العربية السعودية وهي الأقوى عربيًا حاليًا راحت لعقد اتفاق معها برعاية صينية للحد من اعتداءات مليشيا الحوثي في اليمن ضد قواتها والتحالف، وكذا منشآتها الاقتصادية الكبرى!
فما السر وراء تودد بعض الدول لإيران وإلى متى يستمر العالم منشغلًا بأذرع طهران عنها وعما تمارسه من إفساد في كثير من دول العالم؟
من ناحيته كشف الباحث المختص في الشأن الإيراني وقضايا الشرق الأوسط، وجدان عبدالرحمن، أن إيران دولة تطل على العديد من المضايق المهمة، وكذلك لها نفوذ في بعض الدول بمنطقة الشرق الأوسط عبر أذرع لها، إضافة للملف النووي وموضوع الهجرة لأوروبا، والتحالف مع روسيا وتقديم مساعدات لها، جميعها أسباب تجعل كثير من الدول الغربية والعربية لا تفضل الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، وإن كنت أفضل وصف أطراف بدلًا من دول.
وأضاف عبدالرحمن، إن إيران دولة خاسرة لكل شيء، والخاسر كل شيء لا يفقد شيئًا، ولذا فإن بعض الدول العربية كمصر والسعودية لا يفضلان الدخول مع إيران في مواجهة تمامًا كما الغرب، موضحًا أن الأمر هنا لا يعود لضعف الدول العربية أو موالاتها لإيران، وإنما ثمة تنمية واقتصاد يقوى في هذه البلدان وخاصة الخليجية يخشون الإضرار به، كما أنها دول راغبة في السلام، والاستقرار، ولذا فهم يفضلون تحييد إيران، ويؤخرون أو لا يفضلون أي مواجهة مباشرة معها، وتقليل المشاكل وإمساك العصا من المنتصف، والابتعاد عن أي تصادم.
ومن الأسباب الهامة أيضًا لرفض العرب خاصة دول الخليج التصادم مع إيران، هو عدم وضوح رؤية الدول الغربية؛ بل إن الواضح تمامًا أنها أيضًا لا تريد التصادم مع إيران؛ لكن إلى متى تستمر هذه الأذرع الإيرانية فاعلة بالوكالة لحساب طهران والعالم منشغل بها عن المحرك الرئيس لها؟
يعتقد وجدان عبدالرحمن، أن هذا الوضع سيظل مستمرًا لحين إعادة الدول الغربية تقييم الأمر، وأرى أن الدول الغربية قادرة على ذلك خاصة أن كل الأنظمة في هذا البلد لم تتغير بفعل الشارع الإيراني، من القاجاريين، إلى البهلويين، وصولًا إلى نظام الخميني الذي أتى به الغرب. إذا حال أرادت الدول الغربية تغيير ذلك سيكون بالإمكان بلا شك.